احتفل البريطانيون يوم الاربعاء من هذا الاسبوع بعيد ميلاد الملكة اليزابيث الثانية وهي في الخامسة والتسعين من عمرها وتدخل في عامها السبعين وهي جالسة على عرش بريطانيا، وللحقيقه توقفت لدقائق عند كلمات السلام الملكي البريطاني وعادة لا نلتفت اليه. فيردد البريطانيون، فليحفظ الله ملكتنا الكريمه، فلتعش ملكتنا النبيله حياة طويله، ارسلها منتصرة سعيدة وماجدة لتملك علينا طويلا ، افضل هدايا في الوجود استمطر عليها من فضلك، طالت سلطتها لتدافع عن قواننينا لتعطينا دائما السبب للغناء بالقلب والصوت فليحفظ الله الملكة ولن اقرأ كل هذا النشيد ولكن فقط يكفي ان نستوعب هذه الكلمات ونتعقد ان الانجليز يعيشون تحت سلطة مطلقة لسيدة تتحكم بحياتهم بكل تفاصيلها ولكن نحن نعرف ان الواقع مختلف، نعم عاشت بريطانيا قرونا تحت كنف الملك والملكية ودفع الشعب اثمان باهظة في حروب غبية حول السلطة والنفوذ ولكن في مرحلة ما قالوا كفى .. فللملكية احترامها ولكن لا لطغيانها، ننشد للزعيمة والملكلة ليطيل الله في عمرها ويغدق غليها بالهدايا ولكن لتبقى معززة مكرمة في قصرها لا لتسيطر على حياتنا, نحافظ على عادتنا وتقاليدنا لكنا لا تتحكم بعقولنا وتمنعنا ان نجاري العصر ونحن كشعب نحكم وننتخب ولهذا نتطور ونتفوق على الاخرين لدرجة اننا نعتقد ان لنا الحق في استعمارهم ومنعهم من حق تقرير مصيرهم. وقد يتسائل البعض، وهل انت معحب ببريطانيا, ام بالاستعمار والطغيان ، بريطانيا التي لا تعتذر عن وعد بلفور ، بريطاينا سياكس بيكو وبريطانيا النكبة ، والعدوان الثلاثي اقول لا بشكل واضح انا اعرف كيف تعاملت بريطانيا معنا كفلسطينين وكشعب وامة ولكن اتوقف عند الانجليز كشعب ، عرف في مرحلة ما ان يفصل بين الملكية وطغيان الملك ، ان يكون الدستور والبرلمان وحكم الشعب هو الاساس ، الفصل بين السلطات والفصل بين الدين والدولة والتاكيد على الحريات، نعم صدروا لنا الاستعمار بكل افاته وبشاعته وما زلنا نعاني ولكن الا يستحق ان نتوقف للحظة عند تجربة الشعوب لنتعلم منها ونحن يعاني من التميز والعنصرية بكل اشكالها ، ومع ذلك تغلبت علينا افكار الملكية البغيضة ،لن اذهب في مقارنات مع واقعنا العربي والاقليمي فهناك حدث ولا حرج ولكن اركز في مجتمعنا وواقعنا كيف اصبح منصب رئيس السلطة المحلية منبعا لصراعات نطلق النار على بعضنا البعض من اجله، واصبح بعض الرؤساء يعيشون حالة الملك في عرشه وسطوته وجبروته، كيف أسرتنا العصبية اذا كانت قبلية او حزبية او طائفية كيف تغلغل الاجرام الى حياتنا ليصبح صاحب نفوذ ، كيف نواجه سياسات الظلم والتمييز ونحن نحتمي بهؤلاء كيف نخرج من ذهنية التبعية ولا نقبل ان نناقش الاخر بل نكفره او نخونه كيف سنتحرر من السيء من العادات والتقاليد لكي نحافظ على اسسها الاجتماعية السليمة والجميلة فأنا لا اريد من الانجليز ملكتهم ولا عنجهيتهم ولا طغيانهم ولا استعمارهم ولكني اريد تجربتهم وافكارهم لنتعلم منها ولكن للاسف لم نأخذ منهم بالاساس الا ملحهم لانه يسبب الاسهال وينظف المعدة.