سجن غوانتانامو هو سجن أميركي أُنْشأَ بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 بعيدا عن حقوق الانسان والقيم والحضارة الانسانية, أسسه الأميركيون للإستفراد بأسرى القاعدة وطالبان فكان ميدانا للمحاكم العسكرية الاستثنائية.
غوانتانامو السجن الذي جسد رواية من فنون التعذيب ومن الإيهام بالغرق إلى التغذية القسرية، وبينهما أهوال وأنكال جعلت الرئيس أوباما يقول: إنه سجن "يستهجنه العالم ويستغله الإرهابيون في التجنيد" ويستنزف الموارد الأميركية. وقالت ألمانيا إن عار المعتقل يطال سمعتها.
يقع المعتقل في خليج غوانتانامو في أقصى جنوب شرق كوبا، فإن الغموض لا يزال يكتنف العديد من أساليب التعذيب التي مورست خلف زنازينه المغلقة.
نشر المحتجز المسمى "أبو زبيدة" لأول مرة عشرات الرسومات التي خطها بيده عن أساليب التعذيب التي تعرض لها في معسكر الاعتقال الأميركي هذا، ضمن ما عرف ببرنامج وكالة المخابرات المركزية للتعذيب بعد 11 سبتمبر.
وشكلت تلك الرسومات التي بلغ عدد الـ 40 رسمة حتى الآن أكثر الروايات شمولاً وتفصيلاً حول الأساليب الوحشية التي تعرض لها "ابو زبيدة" على يد المخابرات الأميركية، بين عامي 2002 و2006، بحسب ما أفادت صحيفة "الغارديان" البريطانية.
كما دفعت الأمم المتحدة إلى المطالبة بإطلاق سراحه، مؤكدة أن تلك الأساليب تتعارض مع كافة الشرائع الدولية.
اغتصاب وإغراق
أوضحت الصور التي خطها أبو زبيدة أعمال عنف مروعة، وإهانات جنسية وعرقية، وإرهابا نفسيا مطولا تعرض له المعتقلون.
فيما جمع محاميه البروفيسور مارك دينبو صور وشهادات زبيدة في تقرير شامل عن التعذيب في هذا المعتقل سيئ السمعة، وغيره من مراكز الاعتقال السرية التابعة للمخابرات وذلك بمساعدة طلابه بمركز السياسات والبحوث في كلية الحقوق بجامعة سيتون هول.
وقال دينبو: "أبو زبيدة هو أول ضحية لبرنامج التعذيب الأميركي، بعد أن وافقت عليه وزارة العدل الأميركية استنادا إلى حقائق كانت وكالة المخابرات المركزية تعلم أنها خاطئة"، وفق تعبيره.
يشار إلى أنه قُبض على أبو زبيدة البالغ من العمر 52 عامًا، في باكستان بمارس 2002، ثم راح ينقل بين عدة مواقع سرية تابعة للمخابرات سواء في بولندا أو ليتوانيا وغيرهما، إلى أن حط رحاله في غوانتانامو عام 2006، حيث ظل محتجزًا منذ ذلك الحين دون محاكمة أو إثبات على تورطه بأي جرم.
تابوت
وبينت الرسومات بدقة متناهية عملاء ملثمين يهددونه جسديًا بالاغتصاب.
كما أظهرت الأساليب الأخرى العنيفة للتعذيب والإطعام القسري، فضلا عن حجز المعتقل بما يشبه التابوت وإغراقه بالمياه، أو وضع سماعات على أذنيه ورفع الصوت إلى أقصى حد ممكن أن يتحمله عقل بشري.
وبينت كيف قيد الرجل الخمسيني بسلاسل حديدية عارياً أمام المحققين معه وبعضهم إناث، من أجل إذلاله.
وعن تلك التجربة كتب محاميه "ظللت مرعوبًا من الغرق طوال اليوم".
يذكر أنه وفقًا لملخص تقرير مجلس الشيوخ لعام 2014، فقد وقع 119 فردًا على الأقل ضحية هذا البرنامج المروع الذي طبق في غوانتانامو.