في خُطوة غير مسبوقة، اعلنت لجان أولياء أمور الطلاب في كافة مدارس البقيعة الثانوية، الاعدادية والابتدائية عن إضراب شامل امس السبت بهدف مُطالبة الجهات المُختصة بمن فيهم المجلس المحلي، وزارة المعارف، بأن يكون يوم السبت هو يوم العطلة الرسمي للمدارس في البقيعة، بدل الأيام المتبعة حالياً يوم الجمعة والأحد.
وسبق الأضراب عدة طلبات من قبل لجان الأهالي للجهات المختصة، كما وتم توزيع بيان على الأهالي يطالبهم بعدم إرسال أبنائهم للمدارس صبيحة يوم السبت إحتجاجاً على عدم قبولهم هذا المطلب المقبول على غالبية الاهالي، مع العلم كذلك بأن المجلس عقد مؤخراً جلسة خاصة بهذه القضية وتم الأتفاق على بحث حيثيات القضية.
بحسب ما ورد من معلومات لمراسلنا من رؤساء لجان الطلاب في مدارس البقيعة المختلفة والذين إجتمعوا صبيحة السبت في البلدة بأن الأستجابة للأضراب كانت شبه كاملة، بحيث قدم للمدرسة الثانوية 22 طالباً من أصل 510 طلاب يتعلمون في المدرسة.
في مدرسة الحكمة(الابتدائية أ) لم يحضر أي طالب للمدرسة.
في المدرسة الأبتدائية ب حضر للمدرسة 98 طالباً من أصل 345 طالب يتعلمون في المدرسة، وحسب ما ورد من اعضاء لجان اولياء امور الطلاب بأن هذا الأضراب أثبت نجاعته وإجماعه التام على إرادة الأهالي والطلاب، وفي حال لم يتم بحث ومعالجة مطلبهم سيستمرون بالاضراب في كل يوم سبت.
مراسلنا إلتقى أعضاء ورؤساء لجان اولياء أمور الطلاب وتحدث مع سليم ابو جنب رئيس لجنة اولياء أمور الطلاب في المدرسة الاعدادية/الثانوية والذي قال في مستهل حديثه: "مطلبنا بعيد كل البعد عن أي غاية سياسية، طائفية أو شخصية، فنحن نضع نصب أعيننا مصلحة أبنائنا فقط لذلك توجهنا لجميع الجهات المختصة وطلبنا منهم بإختيار يوم آخر للتدريس بدلاً عن يوم السبت بحيث نُراعي مصلحة الجميع".
وأضاف ابو جنب: "هدفنا بعيد كذلك كل البعد عن أي هدف سياسي وما يهمنا في حصيلة الامر وهو مصلحة طلابنا فوق الجميع، وكل ما يدخل السياسة هو خارج جدران مدارسنا".
للتوضيح فقط تعيش في البقيعة تركيبة سكانية مُختلطة، غالبيتها الساحقة من الدروز مع أقلية مسيحية وبعض العائلات المُسلمة، ومنذ مئات السنين مُتبع في البقيعة هذا النهج بالتعليم جميع ايام الاسبوع ما عدا الجمعة والأحد نظراً للتوافق مع الطوائف التي تعيش البلدة.
وعن هذا الأمر أضاف أبو جنب: "نعلم بهذه الأشكالية ونحن نعيش في البقيعة بدون تفرقة عنصرية وجميعنا يد واحدة بدون أي مبالغة، ونحن نطالب من وزارة الداخلية والسلطة المحلية بأن يكون يوم السبت هو يوم العطلة ولم نطالب أن يكون بديله يوم الأحد وما يتم تقرير سوف نحترمه، أُعيد وأكرر نريد يوم السبت يوم عطلة وعلى الوزارة والمسئولين ايجاد الحل البديل".
وتابع أبو جنب: "يجب أن اُنوه لأمر هام، وهو بأن غالبية الطلاب من أخواننا المسيحيين الذين يتعلموا في المدارس الابتدائية والاعدادية ينتقلون بعد ذلك لمدارس اخرى خارج البقيعة،وانا اسأل نفسي، لماذا لا يستمرون التعلم في مدرسة البقيعة الثانوية وبالتالي يكون الطلب متساوي لجميع الطلاب، في حين تركهم مدارس البقيعة يجعل باقي الطلاب يواجهون مُشكلة يوم العطلة".
مراسلنا التقى كذلك برئيس مجلس البقيعة المحلي نصر الله خير ومسئول قسم المعارف في المجلس حمد علي، وتحدث بداية رئيس المجلس نصر خير الله: "بداية الأمر نحن ليس ضد أن يكون يوم العطلة هو يوم السبت، ولكن الاقتراح الذي تم تقديمه من قبل اللجنة وقسم من اعضاء المجلس هو اقتراح غير كامل،اين البديل الذي قدموه هؤلاء لعطلة يوم السبت،هنالك وضع قائم في البقيعة منذ مئات السنين بسبب تعدد الطوائف، وإذا ارادوا التغيير يجب أن يكون بموافقة جميع الاطراف المختصة، وهذا القرار تم اتخاذه بالاجماع تقريباً في جلسة المجلس المحلي".
وأضاف خير: "قرار الاضراب للأسف الشديد أُتخذ وسط تأثير سياسي محض، وهذا الامر مرفوض من أساسه، يجب علينا التمشي حسب الوضع الاجتماعي الطائفي الموجود، واتخاذ الامر بشكل عشوائي غير مقبول بتاتأً".
وتوجه نصر الله خير لأهالي الطلاب قائلاً: "أطلب منهم بان لا يتخذوا قرارا عشوائيا وبالتالي يخسروا الطلاب يوماً تعليمياً،أطالبهم بالجلوس للمفاوضات،الوضع الموجود في البقيعة قائم منذ مئات السنين،وأن لا يُدخلوا أبنائهم كهمزة وصل بيننا وبينهم من أجل مصلحتهم، وأن لا يتخذوا قرارات بصورة استفزازية قد لا تُجديهم نفعاً في المستقبل ويصب بذلك في مضرة أولادهم".
عقب على الموضوع كذلك حمد علي مسئول قسم المعارف في مجلس البقيعة المحلي قائلاً: "قبل كل شيء نأمل بان ينتهي الأضراب وأن لا يستمر السبت القادم من أجل مصلحة طلابنا،والمعلوم للجميع بأننا على وشك نهاية السنة الدراسية الحالية وامتحانات البجروت وكل غياب أو نقص قد يضر بمصلحة طلابنا الاعزاء".
وأكمل علي: "في تاريخ 23.3.2011 تم عقد جلسة مجلس بهذا الخصوص' بحضور مندوبين عن لجنة اولياء امور الطلاب وبحضور المفتش جلال اسعد، وطلبنا منهم إعطائنا فرصة لكي نقدم المبررات اللازمة لعدم إمكاننا بالقيام بهذه الخطوة في الوقت الحالي ، ومن أهم هذه المبررات التي تم إستخلاصها هي:
1.البقيعة بلدة مختلطة طائفياً ويجب مراعاة جميع سكانها وطوائفها وهذا الوضع قائم منذ عشرات السنين.
2.غالبية المناسبات السعيدة تقام في فصل الصيف(عطلة الصيف الطويلة) وهذا ليس عائقاً كبيراً، وغالبية المدراء أجمعوا بأنه يمكن للاهالي العاطلين عن العمل يوم السبت بزيارة أبنائهم في هذا اليوم،مما يقوى الرباط والتواصل بين الاهالي والطلاب.
3.جميع البلدات المختلطة والمجاورة(كفرسميع،كفرياسيف،ابوسنان وغيرها) تُعطل عن الدراسة يوم الجمعة والاحد فلماذا يكون هذا الأمر مُختلفاً في البقيعة عنه في البلدات الاخرى.
وتوجه حمد علي للاهالي قائلاً: "لدينا مشاريع أخرى تهم طلابنا في المدارس اهم من تلك بكثير، أطلب منهم يد العون في جميع المجالات بما يصب في نهاية الامر بمصلحة ومستقبل طلابنا وأبنائنا، وأن لا نجعل تلك الامور المُستعصية والقائمة منذ عشرات السنين عائقاً امام تقدم طلابنا وأبنائنا".
مراسلنا حاول أن يحصل على تعقيب من الناطق بلسان وزارة المعارف في الوسط العربي كمال عطيلة بهذا الشأن ولكن بسبب عطلة السبت تعذر عليه ذلك وفور وصول تعقيب من وزارة المعارف حول هذا الموضوع سيتم نشره على الفور".