مع تصاعد المظاهرات في الجامعات الأمريكية ، علينا أن نجري مقارنة واضحة بين ما يجري هناك، وما يجري هنا في جامعاتنا… ونتساءل، لماذا لا تجري حراكات شبيهة في الجامعات الاسرائيلية بين طلابنا العرب، أو حتى في الجامعات الفلسطينية والعربية عمومًا.
وللحديث عن الموضوع، التقينا مع دكتور هنيدة غانم، المدير العام للمركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار، التي قالت إن المقارنة بين جامعاتنا ونشاطاتنا الطلابية، وبين النشاطات والحراكات الطلابية في الولايات المتحدة وأوروبا، فيها الكثير من الإجحاف، حيث مررنا في عملية إسكات كبيرة، قلصت المساحة المتوفرة أمام الطلاب العرب في الجامعات الإسرائيلية وفي الجامعات الفلسطينية والعربية بشكل عام. وشدّدت على أن ضعف الحراكات الأكاديمية في الجامعات العربية، متصل صلة وثيقة بعجز قيادات الدول العربية في إجراء أية تغييرات على مستوى السياسة العامة.
وأضافت د. غانم إن طلاب جامعة بير زيت يعبرون العديد من حواجز الاحتلال في الضفة الغربية، ويتعرضون لكافة أصناف القمع، لذا فهم ضحايا السياسة التي تقلص أمامهم مساحات التعبير وتنظيم الحراكات النضالية بشكل عام. وأشارت إلى التغيرات التي حصلت في داخل المجتمع نفسه، تعرض مجتمعنا فيها إلى التضييق والتخويف.
وتساءلت د. غانم ما الذي أوصل مثقفينا وأكاديميينا إلى وضع أن تحولوا إلى تكنوقراط، وتوقفوا عن المشاركة في نشاطات مجتمعهم وشعبهم. وشدّدت على أنّ علينا الحذر من تحويلنا إلى وكلاء للسياسة العامة، مشيرة إلى وجودنا في لحظة كبيرة، يعاد فيها تشكيل الواقع.
وأشارت إلى تأثرنا في الداخل بكل هذا المسار التاريخي المقيت الذي بدأ في العام 1967، حيث فقدنا قدرتنا على إجراء التحولات وتنظيم الحراكات الجامعية.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.