يطل علينا صباح يوم الأربعاء العظيم حاملًا آخر قداسٍ نحتفل به في هذه الفترة، ليُفسح المجال ليوم الخميس المقدس، خميس الأسرار.
يبدأ نهار الخميس بقداس بارثينوس الكبير في القدس، يُشارك فيه صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة، يتبعه طقس غسل الأرجل صباحًا.
كيف يعيش المؤمن الصلوات في الأحتفالات والطقوس المكثفة؟
تحدث الأب الايكونموس سمعان بجالي من كنيسة البشارة للرم الأرثوذكس خلال تصريحاته عبر برنامج "بيت العيلة"، حيث قال: "في باقي الكنائس، فيقام القداس الإلهي في الصباح، بينما تُقرأ الإنجيل الاثنا عشر في ساعات المساء".
وأضاف: "ثم نأتي إلي الجمعة العظيمة وبعد ذلك سبت النور الذي نؤمن فيه بدخول السيد المسيح الإله المتجسد إلى القبر مدفونًا لثلاثة ايام ينحدر بصليبه إلى الجحيم ويضئ الظلمات ويعطي الحياة الأبدية للقديسين والمؤمينين".
وواصل: "هذه الفترة الحزن فيها كبير ولكن أيضا الأمل كبير الحزن بسبب الحروب والكثير من الصعاب الذي يمر به كل العالم وليس فقط في المنطقة لدينا".
وأكمل: "والحرب الدامية التي نعاني منها وإنما أيضاً العنف الذي يزداد وفتور المحبة بين الاخوة والأصدقاء وفي المجتمع عامةً".
واستطرد: "لكن أملنا دائماً عظيم بالرب المخلص الذي جاء من أجلنا ليتكبد كل الالام والمعاناة والإهانات حتى بمحبته العظيمة أحبنا حتى الموت على الصليب ليقوم في اليوم الثالث ويعطينا الحياة الأبدية ليعطينا الفرح والنصر علي الجحيم وعلى الموت".
التقرب إلى الله والتصرف الحكيم
وأكمل الأب الايكونموس حديثه: "نؤمن إيمانًا راسخًا بأنّ الله يُسمح بوجود التجارب في حياتنا، لا كوسيلةٍ للعقاب، بل كاختبارٍ لإيماننا وإرادتنا الحرة في اتّباعه. فهذه التجارب بمثابة أدواتٍ لتنميّة إيماننا وتقوية صلتنا به، لكي نُصبح أكثر قربًا منه ونُفرح بمحبّته أكثر".
يذكرنا يسوع المسيح بقوله: "من أراد أن يتبعني فليحمل صليبه ويتبعني، فلكلّ إنسانٍ صليبه الخاصّ في هذه الحياة، قد يختلف حجمه ووزنه، لكنه يمثل تحديًا يجب علينا مواجهته بإيمانٍ وتواضعٍ".
وأوضح: "حيث يجسد يسوع المسيح مثالًا رائعًا للتواضع، فهو ملك الملوك دخل أورشليم راكبًا على جحشٍ صغيرٍ، متواضعًا أمام شعبه، لقد جاء طائعًا ومحباً، مستعدًا لتحمل الآلام والموت من أجل خلاصنا".
تعاليم المسيح: دعوة للعمل الصالح
يذكرنا يسوع المسيح بقوله: "تعالوا يا مباركي أبي، رثوا الملك المعدّ لكم منذ الأزل. كنت جائعًا فأطعمتموني، كنت عطشانًا فأسقيتموني، كنت عريانًا فكسوتموني، مريضًا فعدتموني، سجينًا فزرتموني".
التقرب إلى الله في السراء والضراء
أكمل الأب سمعان: "نلاحظ ازديادًا في لجوء الناس إلى الله في هذه الأوقات العصيبة، ممّا يمثل أمرًا إيجابيًا، لكن يجب أن نحرص على التمسك بالإيمان والتقوى في جميع أوقات حياتنا، لا فقط في الشدائد، وأن نفرح بوجود الله في حياتنا".
واستطرد: "يطل علينا سبت النور حاملًا معه شعلة الفرح والنور، مجسدًا انتصار الخير على الشر، والحياة على الموت، ينير هذا النور المبارك أرجاء العالم، حاملًا رسالة الأمل والخلاص للبشرية جميعا".
وأختتم: "مع غياب السياحة هذا العام قد تكون فرصة للمؤمنين من البلاد أن يستطيعوا أن يشاركوا لكن حتى هذه اللحظة لم نحصل علي تأشيرات دخول ولا نعرف عدد الناس التي يسمح بدخولها".
طالع أيضًا:
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.