اعتبرت حركة حماس في بيان، اليوم الثلاثاء، أن اقتحام معبر رفح الحدودي مع مصر من قبل الجيش الإسرائيلي فجراً، يؤكد نية إسرائيل بتعطيل جهود الوساطة لوقف إطلاق النار.
ويمثل "تصعيداً خطيراً ضد منشأة مدنية محمية بالقانون الدولي، كما يهدف إلى مفاقمة الوضع الإنساني في القطاع عبر إغلاقه، ومنع تدفق المساعدات الإغاثية الطارئة عبره لشعبنا المحاصر الذي يتعرض لحرب إبادة وتجويع ممنهج من قبل الاحتلال النازي".
بدورها دانت مصر العملية الإسرائيلية في مدينة رفح، وما أسفرت عنه من سيطرة إسرائيلية على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي جنوبي القطاع. واعتبرت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، اليوم الثلاثاء، أن "هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني يعتمدون اعتماداً أساسياً على هذا المعبر".
ودعت إسرائيل إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والابتعاد عن سياسة حافة الهاوية ذات التأثير بعيد المدى، والتي من شأنها أن تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة داخل قطاع غزة".
وأعلنت حركة حماس أمس الاثنين، أن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أبلغ هاتفياً رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل، موافقة الحركة على مقترحهما بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
ردة الفعل الإسرائيلية
عمّم مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بياناً جاء فيه: "قرر كابينت الحرب بالإجماع أن إسرائيل ستواصل العملية في رفح من أجل ممارسة الضغط العسكري على حماس، بغية الدفع نحو الإفراج عن مخطوفينا وتحقيق أهداف الحرب قدماً. وفي موازاة ذلك، وعلى الرغم من أن مقترح حماس بعيد عن مطالب إسرائيل الضرورية، سترسل إسرائيل وفداً إلى الوسطاء من أجل استنفاد إمكانية التوصل إلى اتفاق بالشروط التي تكون مقبولة لإسرائيل".
وتوجه وفد قطري إلى العاصمة المصرية القاهرة اليوم، لاستئناف مفاوضات غزة. وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد بن محمد الأنصاري، أن رد حماس يمكن أن يوصف بـ"الإيجابي"، معبّراً عن أمل دولة قطر في أن تتوّج الجولة بالتوصل إلى اتفاق لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى والمحتجزين، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام إلى مناطق القطاع كافة.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير، اليوم الثلاثاء، لوكالة رويترز، إنّ وفداً إسرائيلياً متوسط المستوى سيسافر إلى مصر في الساعات المقبلة "لتقييم مدى إمكانية إقناع حركة حماس بتغيير موقفها بخصوص أحدث عرض منها لوقف إطلاق النار".