فضيحة تهز الرأي العام الفرنسي، تورط فيها عمدة مدينة آغدي، بعدما خدعته "عرّافة" تدّعي التحدث مع الموتى.. فما القصة؟
العمدة غيليس ديتور، وهو ضابط شرطة ومخابرات سابق، يخضع برفقة العرافة صوفيا مارتينيز، للاحتجاز رهن التحقيقات، في تهم بالفساد وإهدار أموال دافعي الضرائب للأول، وتهم بالابتزاز للثانية.
القصة بدأت عندما دخلت العرافة صوفيا، إلى حياة عمدة آغدي، وأقنعته أن بإمكانها الحديث مع أبيه المتوفي، "وقد وجدت سبيلا إلى ذلك من الضعف النفسي وقامت باستغلاله لتحقيق مصلحة شخصية"، حسب ما جاء على لسان محامي العمدة، جين مارك داريغارد.
نجحت صوفيا، التي تشتهر في أوساط المدينة بقدرتها على محادثة الموتى، في أن تُمكن العمدة من التواصل مع أبيه المتوفى، ويقول المحامي إن العرافة صوفيا بينما كانت تستحضر روح والد العمدة، تغير صوتها فجأة واتخذ نبرة المتوفى.
وعلى مدى 4 سنوات، استمرت صوفيا في إقناع العمدة بحيلتها، وخلال تلك المدة، تلقى العمدة آلاف الاتصالات التليفونية كان يسمع عبرها أصوات أشخاص متوفين، وأصوات ملائكة، وفقا للمحامي.
وأضاف "داريغارد" أن بعض الأصوات طلبت من العمدة بصفته مسؤولا حكوميا أن يقدم إعانات للعرافة صوفيا، كما كانت تطلب منه توظيف العديد من أفراد عائلتها في مجلس مدينة آغدي، فضلا عن مطالبته بتجديد بيت العائلة.
ويواجه العمدة ديتور ادعاءات بأنه دفع بسخاء في سبيل قضاء العرافة صوفيا وعائلتها عطلات بازخة، بينها عطلات في جزيرة بولنيزيا بالمحيط الهادئ وجزيرة تايلاند، من أموال دافعي الضرائب الفرنسيين.
على الناحية الأخرى، كان لمحام العرافة صوفيا، لوك أبراتكيفيتش، رأي مختلف، حيث قال "لقد أقرت صوفيا بخيانة ثقة العمدة، لكننا لسنا بصدد حالة تلاعب؛ لأنها تقر بمسؤوليتها عن أفعالها".
مضيفا: "هناك عملاء آخرون بينهم أطباء ومهندسون يقرون لها بالقدرة على الإتيان بأفعال غريبة". وأن صوفيا
كشفت النقاب عن تفاصيل تتعلق بحياتهم الشخصية "لا أحد غيرهم يعرفها".
تصريحات محامي صوفيا، كانت محل شك، خاصة من السكان المحليين، الذين يرون أن التفاصيل التي تحدثت عنها صوفيا لزبائنها، تتعلق جميعها بالجنس، وهي أمور قد يكون تداولها طبيعيا، في مدينة تشتهر عالميا بحفلات الجنس الصاخبة.
الفضيحة المدوية للعمدة، كان لها تأثيرها السياسي، حيث طالبت فابيان فاريسانو، وهي سياسية محلية تنتمي لحزب الجبهة الوطنية الذي تتزعمه مارين لوبان، العمدة بالاستقالة.
وترى فابيان أن العمدة "يمكنه أن يكون كريما، وأن يقع في حب الكثير من السيدات على اختلافهن، هذه حياته الشخصية. لكن استخدام أموال دافعي الضرائب قصة أخرى". مضيفة: "لقد جعل من مدينتنا مادة للسخرية".
أما العرافة صوفيا، فهي تقبع الآن في الحبس الانفرادي، بعد أن اتهمتها نزيلات في السجن بممارسة السحر.
طالع أيضًا: