ما حكم زواج المسيار أو زواج الإيثار، وهو نوع من الزواج الإسلامي ينتشر في بعض الدول العربية، خاصةً الخليجية.
حيث يعقد الرجل المسلم زواجه على إمرأة عقدًا شرعيًا مستوفي الأركان، وتوافق الزوجة على التنازل عن بعض حقوقها الشرعية، كالسكن مع الزوج بشكل دائم، أو النفقة، أو حقها في العيش معه في مسكنه.
ويعود أصل تسمية "زواج المسيار" إلى أن الزوجة في هذا النوع من الزواج لا تقيم بشكل دائم مع زوجها، بل "تُسَيّر" إليه في أوقات محددة، أو تقضي معه فترات زمنية محددة، ثم تعود إلى منزل أهلها.
ما حكم زواج المسيار
يُعدّ زواج المسيار محل خلاف بين الفقهاء المسلمين، حيث أجازه البعض بشرط استيفاء الشروط، بينما حظره آخرون بشكلٍ قاطع.
لذلك من يجيزه ومن يحرمه يستند على بعض الأدلة.
من يجيز زواج المسيار يستندون إلى:
1- أنّ زواج المسيار بعقد شرعي صحيح إذا توفرت فيه شروط وأركان الزواج الصحيحة، من توافق الرضا بين الزوجين، وحضور ولي المرأة أو من ينوب عنها، ووجود شاهدي عدل، وصيغة عقد تدل على التزوج.
2- أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم ينه عن هذا النوع من الزواج.
3- أنّ زواج المسيار قد يكون حلاًّ لمشاكل اجتماعية واقتصادية، مثل رغبة بعض الرجال في الزواج دون الإعلان عنه، أو رغبة بعض النساء في الزواج مع الاستمرار في عملهن أو دراستهن.
من يحرم زواج المسيار يستندون إلى:
1- قد يؤدي إلى مخاطر أخلاقية واجتماعية، مثل انتشار الزنا والفواحش، وضياع حقوق المرأة والأولاد.
2- أنه قد يكون نوعًا من التلاعب بالعقد الشرعي، وإخفاءه عن المجتمع، ممّا قد يؤدي إلى ضياع حقوق الزوجة والأولاد.
3- أنه قد يُستخدم كوسيلة لاستغلال المرأة.
شروط صحة زواج المسيار
يشترط لصحة زواج المسيار أن يستوفى شروط صحة النكاح كافة، بما في ذلك:
1- الرضا والرغبة من كلا الطرفين: يجب أن يرضى الزوج والزوجة برغبة كل منهما في هذا النوع من الزواج دون إكراه أو ضغط.
2- الإعلان عن الزواج: يُفضل إعلان زواج المسيار تجنبًا للشبهات، إلا أنه يجوز كتمانه في بعض الحالات.
3- الموافقة على شروط تنازل الزوجة عن بعض حقوقها: يجب أن توافق الزوجة بشكل واضح وصريح على شروط تنازلها عن بعض حقوقها الشرعية، مثل السكن أو النفقة أو حقها في العيش مع الزوج في مسكنه.
4- عدم وجود مانع شرعي من الزواج: يجب ألا يوجد أي مانع شرعي من زواج كل من الرجل والمرأة، مثل وجود زوج أو زوجة أخرى.
طالع أيضًا
ما حكم التبرع بالأعضاء بعد الموت؟