تحل اليوم ذكرى حرب حزيران 1967، التي تدعى في المصطلحات الاسرائيلية حرب الأيام الستة، وفي المصطلحات العربية "النكسة"، وفيها تحتفل إسرائيل بما يسمى "يوم القدس"، إحياء لذكرى السيطرة على المدينة و"إعادة توحيد شطريها".
أبعاد جيو سياسية للحرب
وحول ذكرى الحرب، كان لنا حديث مع المؤرخ البروفيسور محمود يزبك، الذي قال إنّ تداعيات حرب حزيران لا تزال موجودة وخاصة بالأبعاد الجيو سياسية، هناك أحداث في التاريخ تصبح سيرورة وهذه السيرورة التاريخية تؤثر على اجيال متواصلة، وحرب 67 أو النكسة اثرت جدا، ولكن المجتمعات العربية تجاوزت أزمتها منذ سنين. وأضاف أنّ النكسة هي في وقتها نكسة لكن في أبعادها هي بناء جديد لمجتمعاتنا العربية.
وقال إنّه يعتقد أن في فترة عبد الناصر خاصة بعد النكسة وحرب الاستنزاف بعد سنة بدأ عبد الناصر والقوميين باستيعاب دروس الحرب وتذويت المضامين وبناء أجندة سياسية ومجتمعية جديدة (بناء الجيش المصري، قطاع البناء، الاقتصاد والصناعات) ثم الحركات القومية منها الحركة الفلسطينية.
قوة دافعة للشعوب
وقال إنّ حرب 67 هي عمليا قوة دافعة للشعوب والمجتمعات والجماهير العربية وليس للحكومات والأنظمة في الدول العربية والفرق كبير بينهم، وأضاف أنّنا نعيش الآن نفس الظرف في أيامنا هذه نرى أن الانظمة العربية والحكومات لا تريد ان تنفض عنها الغبار بينما الشعوب تحاول السير بمسار جديد بما يتلاءم. ورأينا ذلك في مصر بالسبعينات التي قادها السادات بسياسة النأي بمصر عن المشروع العربي وما سمي بسياسة الانفتاح الاقتصادي نتج عنه الصلح الافتراضي مع اسرائيل بموافقة دولية.
وقال إنّ حرب 67 أثبتت النقص الكبير بالجيوش العربية أن تقوم بحرب جيولوجية وانتقلت كل استراتيجية الحروب الى منظومة جديدة نتيجة وجود قوى جديدة نتجت من الشعوب وليست الحكومات.