تضج الساحة السياسية الاسرائيلية بالأحداث، فالحرب في غزة مستمرة، وأزمة المخطوفين كذلك، إلى جانب تصعيد في المواجهات على الحدود الشمالية مع حزب الله، والضغط العالمي لإبرام صفقة تنهي الحرب وتحرر الأسرى والمخطوفين.
وحول هذه المحاور، كان لنا حديث مع المحلل السياسي الإسرائيلي، عوفير شيلاح الذي قال إنّه لا شك أنّنا وصلنا إلى نقطة يكون فيها الامتناع عن اتخاذ قرارات والامتناع عن وضع إطار سياسي للحرب التي تخوضها إسرائيل، يضع الدولة ومواطنيها في خطر كبير.
نتنياهو في وضعية متضاربة
وقال إنّه منذ بداية الحرب نقول إنّ نتنياهو موجود في تضارب في هذه الحرب، لأنه إما يستمر كرئيس حكومة أو يتحول إلى مواطن يواجه القضاء، ولذا فإنّه يضع كل ثقله لاستمرار هذه الحرب كضمانة لبقائه على سدّة الحكم. وقال إنّ آخرين حوله يقومون بالخطوات ذاتها، دون أن يعوا أنّ هذا يضع الدولة برمّتها في خطر محقق، وأضاف أنّه يجب أن تضع الحكومة إطارًا لهدف سياسي يأتي بعد الحرب.
وقال إنّ علينا أن نسأل أنفسنا ما هو التفسير الذي تضعه السلطة والجيش لأية مواجهة مستقبلية مع حزب الله، وما هي هذه المواجهة، وكيف سيكون شكلها، لأنّنا تعلمنا في غزة، ومن تجارب في الماضي، أنّنا نعرف كيف ندخل هذه المواجهات، ولا نعرف كيف نخرج منها.
ماذا سنحقق في حرب مع حزب الله؟
وقال إنّ السؤال المركزي هو ما الذي سوف نحققه في حرب مع حزب الله، ليس فقط لأن حزب الله اقوى بمرات عديدة من حماس، وإنما أيضًا لأنّه من غير الممكن أن نسيطر على لبنان من خلال احتلال. وقال إنّ البديل مطروح أمامنا من قبل الرئيس الأمريكي الذي يقول لنا إنّ وقف الحرب في غزة، سوف يوقف المواجهة في الشمال، وسوف يقود إلى تطبيع إقليمي مع دول عربية تساعدنا على الوقوف في وجه إيران وحزب الله. وأضاف أنّه يجب علينا أن نعرف أنّ أي احتلال للبنان لن ينتهي على نحو جيد بالنسبة لنا.
على غانتس وايزنكوت الخروج الآن من الحكومة
وقال إنّه يرى أنّه في الوضع الحالي على غانتس وايزنكوت الخروج من هذه الحكومة، والعمل من أجل التغيير السياسي في إسرائيل، ومن أجل قبول اقتراح الرئيس الأمريكي، لأن البديل لذلك هو سيئ جدا، يتضمن احتلال غزة، ويحولنا إلى دولة منبوذة في العالم، ويقودنا إلى مواجهة خطيرة في الشمال.
وأضاف أنّه لا يرى أي سياسي اسرائيلي وقف موقفًا قياديًّا وتبنى مبادئ خطاب الرئيس الأمريكي، وهي انهاء الحرب في غزة والمواجهة في الشمال والتوجه نحو التطبيع، وهذا هو السبب الحقيقي وراء الارتفاع في قوة نتنياهو مؤخرا في استطلاعات الرأي. وقال "حتى لا نعترف أنّ الهدف يجب أن يكون وقف الحرب وإنهاء المواجهة في الشمال والتوجه إلى نوع من انواع الترتيبات الاقليمية، سوف نبقى غارقين في الوحل".
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.