أظهرت نتائج انتخابات برلمان الاتحاد الأوروبي بالأمس، انتصار اليمين، وخاصة المتطرف، في هذه الانتخابات.
وحول الموضوع كان لنا حديث مع المحلل السياسي طارق وهبة، من فرنسا، الذي قال إن الانتخابات أبرزت عملية تحول إلى اليمين بل إلى اليمين المتطرف.
انتخابات مستعجلة
وقال إنّ أهم ما حصل بالأمس على المستوى الأوروبي في أعقاب النتائج الصادمة لانتخابات البرلمان الأوروبي، هو إعلان الرئيس الفرنسي عن انتخابات مستعجلة للجمعية الوطنية الفرنسية على خلفية النتائج للانتخابات الأوروبية.
وأضاف أنّ أبرز ما يمكن التطرق إليه على خلفية هذه الانتخابات، هو أنّ شيطنة اليمين المتطرف في أوروبا، انتهت، وتحول هذا اليمين إلى جسم شرعي في كافة الدول الأوروبية تقريبًا، وخاصة في فرنسا.
وقال إنّ أهم أسباب هذا التحول هي الأخطاء الكبيرة التي ارتكبها السياسيون الأوروبيون في عدم تنفيذ وعودهم الانتخابية من الانتخابات السابقة وحتى اليوم وعدم انضباطهم، وعدم الإنصات للناخب الأوروبي ورغباته.
عملية تراكمية
وقال إنّ التحول إلى اليمين، كانت عملية تراكمية طوال سنوات، جاءت بالأساس على خلفية التحولات الأوروبية الداخلية لوضع السيادة الأوروبية فوق سيادة الدولة القومية، وهو أمر عبّر الناخبون في هذه الانتخابات عن رفضه. وقال إنّ المواطنين قالوا كلمتهم في هذه الانتخابات إنّهم لا يريدون أوروبا تفرض عليهم وعلى دولهم السياسات والرغبات.
تأثير الحروب على التصويت
وأشار إلى أنّ الحرب في أوكرانيا والحرب في غزة أثّرتا بشكل واضح على التصويت في الانتخابات، حيث أنّ الناخب الأوروبي عبّر في هذه الانتخابات عن الرفض لاستمرار المساعدات الأوروبية لأوكرانيا بهذا الحجم، رافضين الادعاءات وكأن روسيا تهدد أوروبا. أما بما يخص الحرب على قطاع غزة، فقد عبّر المواطنون الذين صوتوا للأحزاب اليسارية في أوروبا عن دعمهم لمواقف هذه الأحزاب ضد إسرائيل وضد ما تقوم به في قطاع غزة. وأشار إلى تطعيم بعض الأحزاب في فرنسا لوائحها الانتخابية بمرشحين فرنسيين من أصول فلسطينية للتعبير عن الدعم للموقف الفلسطيني بمواجهة إسرائيل، مثل المرشحة عن حزب فرنسا الأبية، ريما حسن، التي انتخبت عن دائرتها لتصبح عضوة في البرلمان الأوروبي.