أصدر مركز "عدالة" الحقوقي بيانا جاء فيه، أنه "ورد في رد الدولة الذي أرسل مساء أمس، الأربعاء، أن المجلس الوزاري المصغر صادق يوم الأحد الماضي على قرار وزير الأمن، يوآف غالانت، باحتجاز جثمان دقة كورقة مساومة إلى حين التوصل إلى اتفاق مستقبلي مع حركة حماس..
وتنعقد يوم غد، الخميس، في تمام الساعة التاسعة صباحا جلسة استماع في المحكمة العليا من أجل التداول في التماس قدمه مركز "عدالة" الحقوقي باسم عائلة الأسير وليد دقة، الذي تحتجز السلطات الإسرائيلية جثمانه منذ ارتقاءه في الأسر يوم 7 نيسان/ أبريل الماضي.
وورد في ردها أنه على الرغم من أن هذا القرار اتخذ على أساس أن الاحتفاظ بجثمان دقة هو حالة استثنائية للغاية تبرر الانحراف عن سياسة عدم الاحتفاظ بجثامين مواطنين إسرائيليين، إلا أن الكابينيت قرر الاستمرار في الاحتفاظ بمزيد من الجثامين في أيدي السلطات حتى تتخذ قرارا مختلفا بهذا الشأن".
وأكد رد الدولة، أنه يجب رفض التماس عائلة الراحل دقة، لأنه لا يوجد سبب تدخل المحكمة العليا في قرار وزير الأمن، وبحسب موقف الدولة فإن القرار المتخذ بشأن احتجاز الجثمان هو قرار متناسب ومعقول "يجسد التوازن السليم بين كافة الاعتبارات وظروف الوضع، فالغرض هو إدراج جثمانه كورقة مساومة في مفاوضات تبادل أسرى ومفقودين خلال هذه الحرب، وهذا الاعتبار هو الأول والأسمى ويتعالى عن أي اعتبار سياسي – أمني آخر في هذا الشأن، وعن المساس بكرامة المتوفى وعائلته من المواطنين الفلسطينيين في هذه القضية".
وأضاف مركز "عدالة"، أن "ليس لمجلس الوزراء سلطة في اتخاذ قرار من هذا النوع مما له من عواقب وخيمة للغاية على مفهوم المواطنة ويمس بشكل غير متناسب بالحقوق الدستورية الأساسية للمتوفى وأفراد أسرته، وسيتم تقديم موقف تفصيلي خلال جلسة المحكمة غدا".
تأخير التسليم
مما يذكر أن مركز "عدالة" قدم يوم 16 نيسان/ أبريل ممثلا بمديرة الوحدة القانونية، د. سهاد بشارة، والمدير العام د. حسن جبارين، التماسا أكد على أن كل من مصلحة السجون الإسرائيلية وشرطة إسرائيل يؤخران بشكل غير قانوني ودستوري تسليم جثمان الفقيد إلى أجل غير مسمى، منتهكين بذلك الحق في الكرامة لكل من الفقيد وأسرته بلا أي صلاحية وخلافا لسلطة القانون.
وورد في بيان "عدالة"، أنه "في 21 نيسان/ أبريل، طالبت النيابة العامة الإسرائيلية بالإبقاء على جثمان دقة قيد الاحتجاز من أجل تداول الأمر بين السلطات لغاية الخامس من أيار/ مايو حتى يتسنى لها النظر في سياسة تحرير جثامين الأسرى الفلسطينيين مواطني الدولة بشكل مبدئي من جديد، بما في ذلك إمكانية تفعيل أنظمة الطوارئ الانتدابية بشأنهم".
ولفت "عدالة" إلى أنه "بناء على هذا الموقف قضت المحكمة العليا يوم 20 أيار/ مايو بعقد جلسة بشأن الالتماس أمام هيئة القضاة بعد أن تلقت من الدولة تحديثا بشأن الحالة العينية لجثمان دقة يوم 30 أيار/ مايو، والتي يمكن لمقدمي الالتماس الرد عليها حتى 48 ساعة قبل موعد جلسة الاستماع التي سيتم تحديدها".
وختم بيانه "جرى تحديد موعد الجلسة في 13 حزيران/ يونيو، وبعد 3 تمديدات قدم مكتب المدعي العام أخيرا رده قبل ساعات قليلة من بداية عيد ’شفوعوت’، ويأتي هذا البيان بعد تسريبات لوسائل الإعلام في اليوم السابق مفادها بأنه كان هناك نقاش عاصف في جلسة مجلس الوزراء يوم الأحد الماضي واجه فيها رئيس الحكومة والوزير بن غفير رئيس الشاباك ووزير الأمن بشأن هذه المسألة.