ما حكم الوشم أو التصوير على الجلد بألوان مختلفة لإنشاء رسوم دائمة، حيث أنه أصبح شائعاً في مختلف الثقافات والأديان حول العالم.
حيث أصبح الوشم في الإسلام هو موضوع يثير الكثير من الجدل والتساؤلات بين المسلمين، حيث توجد تفسيرات ومنظورات متنوعة حول جوازه وحكمه الشرعي.
ما حكم الوشم في الإسلام
في الإسلام، يُنظر إلى الوشم من منظور ديني يستند إلى القرآن الكريم والسنة النبوية، إذ تتفاوت الآراء بين الجواز التام والتحفظ عليه.
وفي هذا المقال من خلال "الشمس" سنعرض لكم ما حكم الوشم و ما هي الآراء المختلفة والدلائل الشرعية المرتبطة به.
حيث اتفق جمهور الفقهاء على حُرمة الوشم استناداً إلى الحديث الصحيح الذي رواه ابن عمر -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث لعن الله الواشمة والمُستوشمة.
وقد اعتبر بعض فقهاء المالكية وبعض فقهاء الشافعية الوشم من الكبائر التي يجب لعن فاعلها.
ومع ذلك، ظهرت آراء لبعض المتأخرين في المذهب المالكي تُعبر عن كراهية الوشم دون تحريمه، وقد أشار النفراوي إلى أن حكم الكراهية يُمكن أن يفهم على أنه تحريم أيضاً.
حالتين تم استثنائهم من حرمة الوشم
1- إذا كان القصد منه هو التداوي من مرض، فيُجوز وضعه والتوشم به؛ لأن الضرورة تُبيح المحظورات، وهكذا أباحت الضرورة الوشم لأغراض العلاج والتداوي.
2- إذا كان القصد من هو تزيين المرأة لزوجها، فيجب أن يكون بإذنه.
أنواع الوشم وأحكامه
الوشم الثابت
هو آثار خز الجلد بالإبرة وملئه بالكحل أو مادة أخرى، وهو محرم.
الوشم المؤقت ينقسم إلى قسمين:
1- وشم مؤقت لا يزول سريعًا مثل وشم محيط الشفاه أو الحواجب، ويمكن إزالته بعد ثلاث سنوات على الأكثر، وهو محرم.
2- وشم مؤقت يزول سريعًا مثل وشم الحناء أو الطبع على الجلد، وهو جائز لسهولة إزالته بالماء.
الحكمة من تحريم الوشم
إن السبب يكمن في إخفاء العيوب والغش والتزييف، كما هو مذكور في حديث عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم، "الذي لعن فيه الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله".
وقد اتفق جمهور الفقهاء على أن الحكمة من تحريم الوشم هي عدم تغيير خلق الله، ولأن الوشم يعتبر تعذيباً لجسم الإنسان دون حاجة أو ضرورة لذلك.
واستدل الفقهاء على ذلك بقول الله تعالى في القرآن الكريم (وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ)، حيث فسروا أن المقصود هو الواشم.
طالع أيضًا
