تشهد حالات الإصابة بفيروس حمى غرب النيل، ارتفاعًا في الفترة الأخيرة، وسط مطالبات من وزارة الصحة باتخاذ التدابير اللازمة لمنع انتشاره.
وحول هذا الموضوع أجرينا مداخلة هاتفية مع البروفيسور زيد عباسي، الباحث والمحاضر في كلية الطب في التخنيون، الذي أكد أنه لا يوجد علاج لفيروس حمى غرب النيل، وأن أية أدوية متاحة تعالج الأعراض ولا تعالج المرض.
وأضاف أن علينا التعلم من التجارب السابقة التي مرت على البشرية وآخرها أزمة وباء الكورونا قبل 4 سنوات، وأنه من الممكن استخدام بعض التقنيات التي تعلمناها في فترة الكورونا، للاستفادة منها في رحلة البحث عن علاج حمى غرب النيل.
وتابع: "تُجرى الآن تجارب لبحث إمكانية إعطاء أجسام مضادة من الأشخاص المتعافين من حمى غرب النيل، كنوع من أنواع التطعيم".
ومن المتعارف عليه علميا أنه عندما يتخلص الجسم من فيروس، يصبح الدم مزودًا ببروتينات الجهاز المناعي التي تُعرف بالأجسام المضادة، وعندما يتبرع الأشخاص المتعافين بالدم، يتم استخلاص البلازما التي تحتوي على كميات مختلفة من الأجسام المضادة تُستخدم لمنع الفيروس الذي سبب المرض.
سبب انتشار حمى غرب النيل
وأكد عباسي أن حمى غرب النيل مرتبطة بدرجات الحرارة، وأشار إلى أن التغير المناخي يرتبط بانتشار العديد من الأمراض، حيث أن هناك ثلاث عوامل تتحكم في انتشار هذا المرض؛ وهي المجمعات المائية، البعوضة، والطيور المهاجرة.
وتابع: "الشتاء أصبح يأتي على شكل هبات، وبعد المطر ترتفع درجات الحرارة، وكأن لديك فصل الصيف في الشتاء، والتغير المناخي الذي لم نعيره اهتمامًا، سوف يتسبب في انتشار العديد من الأمراض".
وشدد عباسي على ضرورة الحذر والعمل على الوصول إلى علاج أو لقاحات قبل حلول المشكلة، مطالبا بأهمية أن تكون هناك مساهمة حكومية ومجتمعية لمواجهة الجائحة.
وحول حالة القلق المنتشرة من المرض، قال: "أي شيء جديد يكون هناك فضول حوله، والآن الناس تتحدث عن الكورونا بشكل مبسط بعد أن كانت هناك حالة من الهلع وقت بداية انتشاره".
واختتم حديثه بالتأكيد على أن فيروس حمى غرب النيل ليس الفيروس الوحيد الذي سينتشر بسبب البعوض، ولكن هناك 3 فيروسات أخرى تنقلها هذه الحشرة، مشددا على ضرورة تطوير علاجات لمواجهة أي تفاقم محتمل للأمور.