أظهرت نتائج الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية الفرنسية التي جرت بالأمس، فوزًا ساحقًا لوى اليسار الفرنسي، حيث حصل تكتل اليسار على أكبر عدد من مقاعد البرلمان، ولكنها لا تكفي لأن يقيم هذا التكتل حكومة دون ائتلاف مع آخرين.
وتأتي هذه النتائج في تناقض مطلق مع كافة معطيات استطلاعات الرأي التي أجريت على الناخبين الفرنسيين، ومع نتائج الجولة الأولى من الانتخابات، التي أفادت بأنّ حزب اليمين المتطرف الجبهة الوطنية بقيادة ماري لوبان، سوف تكتسح نتائج الانتخابات وتفوز فوزًا ساحقًا.
وحول الموضوع أجرينا لقاء صباح اليوم ضمن برنامج "يوم جديد" مع د. أحمد البرقاوي، الأكاديمي المتخصص في الدراسات الجيو استراتيجية من باريس، الذي قال إنّ هذه المرة ليست الأولى التي يقف فيها الجمهوريون والديمقراطيون سدًّا أمام الزحف اليميني المتطرف.
وقال إنّ الجميع في فرنسا كان متوجّسًا من امكانية انتصار اليمين المتطرف، خاصة في أوساط المهاجرين، والمسلمين من مواطني فرنسا، وأتت نتيجة الأمس لتمنحنا الأمل بأن الوضع في المجتمع الفرنسي لا يزال جيدًا.
وقال البرقاوي إنّ قائد تكتل اليسار ميلانشون، ولد في المغرب، ولذلك لديه فهم عميق للجاليات العربية في فرنسا. وقال إنّ هناك محاولات لشيطنة ميلانشون بسبب أنّه عبّر عن موقفه الداعم بشكل مطلق للقضية الفلسطينية. وقال إنّها أول مرة يصطف فيها الشعب الفرنسي بغالبيته حول القضية الفلسطينية، وهكذا أصبح هناك مدافعون عن هذه القضية في أوروبا وفي الغرب عمومًا.