كانت الساعات في البداية رمزا للأناقة والتميز للنساء، تزين معاصمهن وتضيف لمسة من الفخامة إلى إطلالاتهن.
أما الرجال، فقد فضلوا الاحتفاظ بساعاتهم في جيوبهم، بعيدًا عن الموضة والأناقة.
ولكن مع مرور الوقت، تغيرت الأمور وتطورت صناعة الساعات بشكل كبير، لتصبح رمزًا عمليًا لا غنى عنه في حياة الجميع.
الساعات والبداية النسائية
ارتبطت الساعات في بدايتها بالنساء، حيث كن أول من اقتنى هذه القطعة الأنيقة كإكسسوار يزين معاصمهن، بينما كان الرجال يقتصرون على استخدام ساعات الجيب.
ووفقًا لموقع teddybaldassarre، هل تعلم أن أول ساعة يد في التاريخ صممت خصيصًا لامرأة؟ تعود القصة إلى عام 1812، عندما طلبت كارولين مورات، شقيقة نابليون بونابرت، من صانع الساعات الشهير أبراهام لويس بريجيه تصميم ساعة لترتديها على معصمها.
في ذلك الوقت، كانت النساء يعلقن ساعاتهن في الرقبة مثل القلائد.
أول ساعة يد في التاريخ وتصميمها المميز
تميزت هذه الساعة، التي عرفت باسم "رين دي نابولي"، والمعروفة في السجلات برقم 2639 والتي تم تسليمها في عام 1812، بأنها بيضاوية الشكل، مع ميناء فضي يحتوي على أرقام عربية منحنية بشكل متقن.
كما تضمنت حركة ذات تعقيدات بما في ذلك مكرر رنين، وكانت متصلة بسوار معصم مصنوع من الشعر والخيوط الذهبية.
أثبتت ساعة الملكة كارولين أنها كانت رائدة في مجال الموضة في عصرها، إذ ألهمت بريجيه والعديد من معاصريه لإنتاج ساعات أنيقة تثبت على المعصم للأرستقراطيين والملوك وغيرهم من النساء ذوات النفوذ طوال القرن التاسع عشر.
ولا تزال روح الساعة الأصلية والعديد من عناصر التصميم الملحوظة موجودة في مجموعة Breguet Reine de Naples الحديثة.
موقف الرجال تجاه ساعات المعصم
بينما تبنت النساء موضة ساعات المعصم فورًا، لم يكن الرجال متحمسين لهذه الفكرة، واعتبروا الساعات التي تُلبس على المعصم زينة أكثر من كونها أدوات عملية، وظلوا يفضلون ساعات الجيب.
ولم تتغير وجهة نظر الرجال تجاه ساعات المعصم إلا خلال الحرب العالمية الأولى، عندما أدرك الجنود فائدة ارتداء ساعة على معصمهم في خنادق القتال، مما زاد الطلب على ساعات اليد.
في عام 1868، صنعت شركة باتيك فيليب السويسرية أول ساعة يد للرجال، بينما قدمت بلانكبين عام 1930 ساعة "رولز" الثورية، لتكون أول ساعة يد أوتوماتيكية للنساء.
علامة فارقة في تاريخ الساعات
وتعد ساعة "كارولين مورات" علامة فارقة في تاريخ صناعة الساعات، إذ فتحت الباب أمام ابتكارات لا حصر لها في هذا المجال، وأطلقت العنان لإبداع المصممين لتقديم ساعات تلبي احتياجات وأذواق مختلف المستخدمين.
طالع أيضًا