شنّت الطائرات الإسرائيلية أمس السبت غارات جوية على مدينة الحديدة الساحلية في اليمن، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، بعد يوم واحد من هجوم الحوثيين بمسيرة على تل أبيب.
وتزامن هذا التصعيد مع تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمهاجمة "الأعداء أينما كانوا".
وفي رد فعل سريع، أعلنت جماعة الحوثي اليمنية أنها لن تتردد في مهاجمة "أهداف حيوية" في إسرائيل.
وأوضح المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في مؤتمر صحفي، أن الجماعة تستعد لمعركة طويلة مع إسرائيل، محذراً من أن تل أبيب لم تعد آمنة.
وأكد نائب رئيس الهيئة الإعلامية التابعة للحوثيين، نصر الدين عامر، أن الغارات الإسرائيلية استهدفت أهدافاً مدنية في الحديدة، بما في ذلك محطة الكهرباء وخزانات مازوت الكهرباء، مما أدى إلى نشوب حريق في الميناء الرئيسي.
التصريحات الإسرائيلية
في المقابل، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمهاجمة من سمّاهم "الأعداء أينما كانوا".
وأكد نتنياهو أن هذه العملية في اليمن هي "رسالة لكل أعدائنا أينما كانوا"، مشيراً إلى أن الحوثيين جزء من المحور الإيراني مثل حركة حماس وحزب الله.
وأضاف: "كل من يهاجم إسرائيل سيدفع ثمنا باهظا جدا" على حد تعبيره.
وأوضح نتنياهو أن على من يرغب في رؤية شرق أوسط مستقر أن يقف ضد المحور الإيراني ويدعم إسرائيل في هذا الموقف.
وأشار أن الميناء الذي "هاجمناه يستخدم لأهداف عسكرية وهو منطقة مهمة لإدخال أسلحة فتاكة من إيران للحوثيين".
تفاصيل الغارات وأهدافها
أكد الجيش الإسرائيلي أن الطائرات الحربية استهدفت أهدافاً تابعة لجماعة الحوثي في منطقة ميناء الحديدة.
وأعلن إعلام تابع للحوثيين، أن سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت منشآت تخزين النفط في ميناء الحديدة.
وبحسب التقارير، فإن 8 مقاتلات "إف 35" و5 مقاتلات "إف 16" شاركت في الهجوم، فيما شاركت الولايات المتحدة وبريطانيا في الهجوم من خلال إعادة التزود الجوي للطائرات الإسرائيلية بالوقود.
وأفادت وزارة الصحة التابعة للحوثيين أن القصف الإسرائيلي على الحديدة أسفر عن إصابة أكثر من 80 شخصا، مؤكدة أن فرق الإنقاذ تعمل للوصول إلى القتلى من العمال في المنشآت النفطية.
وأوضح مسؤول عسكري إسرائيلي لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن الضربة كانت رسالة ردع للحوثيين ولجميع من يراقب في المنطقة، وأن إسرائيل أبلغت حلفاءها مسبقاً بالضربة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين عسكريين أن الغارات على اليمن تأتي رداً على مئات الهجمات التي نفذها الحوثيون ضد إسرائيل خلال الأشهر الماضية.
وإضافة الى ان هذه الغارات الإسرائيلية عقب هجوم الحوثيون بمسيرة على مدينة تل أبيب فجر يوم الجمعة الماضي.
وأسفر الهجوم عن مقتل إسرائيلي وإصابة 11 آخرين، فيما جاء عن الجيش الإسرائيلي أن "سلاح الجو رصد المسيرة التي استهدفت تل أبيب، لكن لم يتم اعتراضها بسبب خطأ بشري".
ردود فعل إقليمية ودولية
في أول ردود فعل إقليمية، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً يعرب عن قلقها البالغ من "العمليات العسكرية الإسرائيلية في الأراضي اليمنية"، وطالبت بضبط النفس والتهدئة وإنهاء الحرب على قطاع غزة.
كما أدان حزب الله اللبناني هجوم إسرائيل على الحديدة ووصفه بأنه "خطوة حمقاء" تؤذن ببدء مرحلة جديدة وخطيرة من المواجهة في المنطقة. وأكد الحزب أهمية جبهات الإسناد في الدفاع عن الشعب الفلسطيني.
موقف حركة حماس
أدانت حركة حماس العدوان الإسرائيلي على سيادة اليمن واستهداف المنشآت النفطية والمدنية.
وحمّلت الحركة الجيش الإسرائيلي والإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن التصعيد المستمر، مؤكدة تضامنها مع الشعب اليمني وجماعة أنصار الله (الحوثيين)، وثمّنت ما وصفته بـ"مواقفهم الشجاعة".
وطالع أيضا:
الحرب على غزة في يومها ال 289| مزيد من الدمار والخسائر البشرية
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.