في ظل التطور التكنولوجي السريع وانتشار الأجهزة المنزلية الحديثة التي تسهل حياتنا اليومية، قد يغفل الكثيرون عن المخاطر الصحية المحتملة التي قد تنجم عن استخدامها.
وتعتبر مواقد الغاز من الأجهزة المنزلية الأساسية في العديد من المنازل حول العالم، حيث توفر وسيلة سهلة وسريعة للطهي والتدفئة.
ومع ذلك، فإن استخدامها ينطوي على مخاطر صحية كبيرة قد لا تكون معروفة لدى الكثيرين.
مخاطر صحية متعلقة باستخدام مواقد الغاز
فقد أظهرت الدراسات الحديثة والتحذيرات الطبية أن مواقد الغاز قد تكون مصدرًا لمجموعة من المشكلات الصحية، بدءًا من الربو الحاد وزيادة الحساسية، وصولاً إلى الالتهاب الرئوي.
وفي ضوء هذه المعلومات، تزداد الحاجة إلى إعادة النظر في استخدام هذه الأجهزة في المنازل، والبحث عن بدائل أكثر أمانًا وصديقة للبيئة.
وذلك وفقاً لما ذكره موقع "ميل أونلاين"، حيث تعد مواقد الغاز من الأجهزة المنزلية الشائعة، إلا أن استخدامها يحمل مخاطر صحية كبيرة.
فقد أشار طبيب في بريطانيا إلى أن استعمال موقد الغاز يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بأمراض مثل الربو الحاد، وزيادة الحساسية، وحتى الالتهاب الرئوي.
وقال بن إيفالد، وهو طبيب يعمل في نيوكاسل ويتمتع بخبرة تزيد عن 30 عامًا في مجال الطب، إن الناس يجب أن يعيدوا التفكير في وجود موقد الغاز في منازلهم، خاصة إذا كان لديهم أطفال.
وأوضح: "العيش مع موقد غاز يعادل من الناحية الصحية العيش مع مدخن".
وأكمل إيفالد: "اللهب ينبعث منه جسيمات ضارة مثل ثاني أكسيد النيتروجين، والتي تتدفق إلى الجهاز التنفسي وتلتصق بالرئتين، مما يسبب تهيجها".
تأثير مواقد الغاز على الأطفال
وأضاف أن المشكلات الصحية الناجمة عن التعرض للغاز تؤثر بشكل أكبر على الأطفال، لكنها يمكن أن تؤثر أيضًا على البالغين وكبار السن.
وقال إيفالد: "هناك العديد من أسباب الربو، وتعد الفيروسات السبب الأكبر، لكن التعرض لموقد الغاز مدرج أيضًا ضمن الأسباب".
وأوضح أن ثاني أكسيد النيتروجين الناتج عن اللهب هو مهيج للجهاز التنفسي، ويمكن أن يكون سامًا وقد يؤدي إلى الإصابة بالربو.
كما أشار إلى أن الشعلة تطلق مادة الفورمالديهايد التي تهيج الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى نسبة قليلة من البنزين، وهو مادة مسرطنة.
وكشفت الأبحاث التي أجرتها المجلة الدولية لعلم الأوبئة أن الأطفال المعرضين لمواقد الغاز في المنزل لديهم خطر متزايد بنسبة 42% للإصابة بالربو، وفرصة أكبر بنسبة 24% لتشخيص الربو في مرحلة ما من حياتهم.
التوجه نحو التخلص من مواقد الغاز
في أستراليا، نصحت العديد من المناطق في العاصمة وبعض المجالس المحلية بعدم تركيب أجهزة الغاز في المنازل الجديدة، وذلك للتخلص من الاعتماد على الوقود الأحفوري.
ووفقًا لـ"جمعية الربو الأسترالية"، فإن 48% من الأستراليين يستخدمون مواقد الغاز للطهي في منازلهم، و7% منهم يستخدمون سخانات الغاز غير المدخنة بانتظام خلال فصل الشتاء.
تقليل الأضرار الناجمة عن مواقد الغاز
يشير الدكتور بن إيفالد إلى أنه يمكن تقليل الأضرار الناتجة عن مواقد الغاز من خلال اتباع بعض الإجراءات مثل فتح الأبواب أو النوافذ قبل تشغيل الموقد، واستخدام شفاط المطبخ دائمًا.
حيث يعمل التحالف العالمي للطهي الآمن (GCC) على تحقيق هدف الطهي بدون استخدام الوقود الأحفوري.
من خلال الأجهزة الكهربائية التي تعتمد على الطاقة المتجددة بحلول عام 2030 في المطابخ الجديدة، وفرض هذا النظام في جميع العقارات السكنية بحلول عام 2040.
طالع أيضًا