رفضت مصر وحركة حماس التعديلات التي اقترحتها إسرائيل على خطة وقف إطلاق النار في غزة، وفقًا لما ذكرته وكالة "رويترز" اليوم الجمعة.
وقالت الوكالة، نقلاً عن مسؤول غربي ومصدر فلسطيني ومصدرين مصريين، إن إسرائيل تسعى إلى إدخال تعديلات على خطة تهدف إلى التوصل إلى هدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس.
وتعقد هذه التعديلات جهود التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر والتي أدت إلى دمار واسع في القطاع.
ووفقًا للمصادر، تطالب إسرائيل بفحص النازحين عند عودتهم إلى شمال القطاع بمجرد بدء وقف إطلاق النار، متراجعة عن الاتفاق السابق الذي كان يسمح للمدنيين الذين فروا إلى الجنوب بالعودة بحرية.
وأشار المسؤول الغربي إلى أن المفاوضين الإسرائيليين يريدون آلية لفحص المدنيين العائدين إلى شمال غزة، خوفًا من أن يدعم هؤلاء المقاتلين المتحصنين هناك.
رفض حماس ومطالب أخرى
رفضت حركة حماس هذا المطلب الإسرائيلي الجديد، بينما أشار المصدران المصريان إلى نقطة خلاف أخرى تتعلق بمطالبة إسرائيل بالاحتفاظ بالسيطرة على حدود غزة مع مصر، وهو ما ترفضه القاهرة باعتباره يتجاوز إطار أي اتفاق نهائي ترضى به الأطراف.
وصرح القيادي في حماس، سامي أبو زهري، أن “نتنياهو ما زال يراوغ ولا يوجد أي تغيير على موقفه”، ولكنه لم يعلق بشكل مباشر على مطالب إسرائيل.
وأعلن الناطق باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي: "نحن الآن أقرب مما كنا عليه من قبل"، مشيرا إلى وجود فجوات.
وصرح نتنياهو في كلمة ألقاها أمام الكونغرس الأميركي، يوم الأربعاء الأخير، أن إسرائيل منخرطة "في جهود مكثفة"، لتأمين إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.
الجهود الأميركية والمفاوضات
تأتي هذه التطورات في الوقت الذي دعا فيه الرئيس الأميركي جو بايدن خلال محادثاته مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار.
وأشاروا المسؤولون الأميركيون إلى أن الأيام القليلة الماضية شهدت مساعي لإيجاد حل للقضايا العالقة، سواء من خلال انسحاب إسرائيلي من محور فيلاديلفيا (صلاح الدين)، وهو شريط حدودي بطول 14 كيلومترًا مع مصر، أو التوصل إلى تفاهم حول كيفية إدارة هذا الشريط.
وصرح مسؤول كبير في إدارة بايدن أن “هناك بعض الأمور التي نحتاجها من حماس، وهناك بعض الأمور التي نحتاجها من الجانب الإسرائيلي. وأعتقد أنكم سترون ذلك يحدث هنا على مدار الأسبوع المقبل”.
وتابع المسؤول أن من بين الأمور المطلوبة من حماس “الرهائن الذين سيخرجون”.
المرحلة النهائية للمفاوضات
يتضمن الإطار المقترح للاتفاق ثلاث مراحل: أولاً، وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع وتحرير الرهائن من النساء وكبار السن والجرحى مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل.
ثانيًا، استكمال المحادثات بشأن "نهاية دائمة للأعمال القتالية".
وأخيرًا، بدء عمليات إعادة إعمار كبرى.
ورغم تأكيد المسؤولين الأميركيين على قرب التوصل إلى اتفاق، لا تزال هناك نقاط عالقة، بما في ذلك المطلب الإسرائيلي بفحص المدنيين العائدين إلى شمال غزة والقلق من تسلل مقاتلي حماس والعملاء بين المدنيين.
وأشار ابو زهري أن “الإدارة الأمريكية تحاول التغطية على تعطيل نتنياهو للصفقة بالقول إن هناك أشياء مطلوبة من الطرفين، وهذا بعيد عن الحقيقة”.
وطالع ايضا:
نتنياهو يلتقي عائلات أسرى بغزة من حملة الجنسية الأمريكية