كشف خبراء فلسطينيون عن دلالات وأسباب اختيار يحيي السنوار رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس خلفاُ لإسماعيل هنية الذى اغتيل في طهران.
كما أوضح الخبراء الفلسطينيون خلال حوارهم مع موقع الشمس الفلسطيني، تأثير اختيار السنوار علي مسار مفاوضات وقف إطلاق النار وإبرام هدنة في قطاع غزة، بجانب ملف تبادل الأسري والمحتجزين.
الرقب: تعيين السنوار ضربة لإسرائيل
وفي هذا السياق، قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، تعيين حركة حماس يحيى السنوار، رئيسا للمكتب السياسي كان مفاجأة لكل من يتابع هذا الأمر اعلاميا، وخاصة أن الأمور كانت تدور في الكواليس الاعلامية بين شخصين هما خالد مشعل رئيس المكتب السياسي الأسبق ورئيس مجلس الشورى محمد إسماعيل درويش، لم يكن مطروح يحيى السنوار، ولكن حماس اختارت أن تعين السنوار رئيس المكتب السياسي بشكل مؤقت، ضربة للجيش الإسرائيلي الذي يحاصر غزة منذ عشرة أشهر، والذي أراد باغتيال إسماعيل هنية أن يأتي بشخصية كما كانت يتوقع تكون أكثر برجماتيه وتتنازل أكثر في موضوع الوصول إلى هدنة، ولكن قررت حركة حماس أن تختار الشخص الأكثر راديكالية والذي سيكون الحلول معه بشكل مباشر لن تكون سهلة.
وأضاف الرقب في تصريحات خاصة لموقع الشمس، أن المفاوضات قد تتعثر في الفترة القادمة وذلك لصعوبة الاتصال بالسنوار بشكل مباشر، وهذا سيجعل المفاوضات تمر في مرحلة صعبة، الان إسرائيل أمامها إما أن تذهب لحل سياسي شامل في المنطقة أو أن تستمر الأمور كما هي بشكل صعب وبالتالي لن يكون هناك هدنة في الأشهر القريبة القادمة، إذا استمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومجموعته في طرح آراؤهم المتطرفة في ملف المفاوضات.
أبو لحية: اختيار السنوار يؤكد تماسك ووحدة حماس
من جانبه، قال الدكتور جهاد أبو لحية أستاذ القانون والنظم السياسية، لقد عبرت حركة حماس عن قرارها في اختيار رئيس مكتبها السياسي وفقاً للأصول التنظيمية المتبعة داخل أطرها، حيث تم اختيار رئيس للمكتب السياسي جديد بعد شغور المنصب باغتيال إسماعيل هنية في طهران، هذا القرار نتج عنه اختيار يحيي السنوار خلفاً لهنية .
وقال أبو لحية في تصريحات خاصة لموقع الشمس، إنه يمكن قراءة هذا القرار الذي كما أوضحت حماس أنه تم بالإجماع هي رسالة واضحة من حماس للجميع أن حماس متفقة فيما بينها متماسكة وتتخذ مثل هذا القرار على قلب رجل واحد ومتفقين فيما بينهم حول رئيس الحركة، ثانياً هذا القرار يعد تحدي واضح من حماس لإسرائيل ولرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل شخصي الذي حاول في الآونة الأخيرة إظهار نفسه بأنه في طريقه على القضاء على حماس بشكل كامل، حيث يأتي هذا القرار ليضرب نتنياهو وما روجه في مقتل، إضافة إلى أن هذا القرار يبعث في رسالة طمأنة لكل كوادر حماس الذين قد تأثروا بعد اغتيال اسماعيل هنية.
وتابع أبو لحية: "أرى ايضا أن هذا القرار قد يرفع الضغط عن قيادة حماس المتواجدة بالخارج التي قد تواجه ضغوطات خارجية، وهناك مسألة مهمة قد تكون حضرت في تداولهم للموضوع وهو أن رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية كان مطلوب إصدار أمر اعتقال بحقه من المحكمة الجنائية الدولية بناء على طلب من المدعي العام للمحكمة وهذا وضع يشكل خطراً كبيراً على رئيس الحركة وأيضاً يشكل حرجاً على الدولة المضيفة التي تفرض عليها اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها تسليم من هو مطلوب للمحكمة ولذلك أرى انهم فضلوا أن لا يكون رئيس الحركة من الخارج حتى لا يتم استبدال اسم هنية باسم الرئيس الجديد.
ولفت أبو لحية إلي أن المفاوضات كانت تتم بالتشاور مع السنوار منذ البداية وبالتالي لن يستجد أي جديد في هذا السياق، حيث كان يتم الرجوع إليه في كل الأمور التفاوضية فيما سبق وذلك نظراً لأنه هو الموجود في غزة والذي يعرف الأمور الميدانية أكثر وبالتالي كان على إطلاع بشكل تفصيلي في كل صغيرة وكبيرة في هذا الملف وبالتالي أعتقد أن الأمور سوف تستمر كما هي وسوف يستمر خليل الحية في تمثيل حماس في جلسات التفاوض كما كان.
واختتم أبو لحية تصريحاته قائلا: "لكن السؤال الذي يجب أن يتم طرحه هو ليس من يقود التفاوض من ناحية حماس وكيف تسري الأمور التشاورية في هذا الملف عند حماس، وإنما يجب السؤال عن مدى جدية نتنياهو في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار !؟".
اقرأ أيضا
بلينكن: "السنوار كان ولا يزال صانع القرار الرئيسي في ما يتعلق بإبرام اتفاق وقف إطلاق النار"
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.