محجوب الزويري: احتمالات التوصل إلى اختراق خلال مفاوضات اليوم، هي أقل من خمسين في المائة، والمعطل الأساسي هو نتنياهو
تستضيف العاصمة القطرية، الدوحة، اليوم الخميس، جولة جديدة من مفاوضات وقف النار في قطاع غزة، بمشاركة أميركية إسرائيلية رفيعة المستوى، وسط غموض بشأن موقف "حماس" من نتائجها في ظل إعلان الحركة رفضها المشاركة وتمسكها بالمقترح الأخير للرئيس الأميركي جو بايدن الذي أعلنه في مايو الماضي.
وقال مسؤولون في حماس إن الحركة أبلغت الوسطاء أنها لن ترسل وفدًا إلى المفاوضات، وحثتهم على البحث في آلية تطبيق الورقة الأخيرة التي توافقت عليها معهم في الثاني من يوليو الماضي.
وقال المسؤولون من حماس إنّ "الشروط الجديدة التي قدمها بنيامين نتنياهو غير مقبولة، ونحن قدمنا أقصى ما لدينا عندما وافقنا على الورقة الأخيرة، وأية مرونة أخرى تتحول إلى استسلام".
في المقابل، أعلن مكتب نتنياهو مغادرة وفد إسرائيلي لحضور مفاوضات غزة في العاصمة القطرية الدوحة، الخميس، في حين ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الوفد يضم كل من رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) دادي برنياع ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار ومسؤول ملف الأسرى الجنرال نيتسان ألون، إلى جانب مستشار نتنياهو الشخصي كمراقب.
ومن المقرر أن يسافر مبعوث البيت الأبيض الخاص للشرق الأوسط بريت ماكجورك إلى مصر لإجراء محادثات بشأن الوضع على الحدود قبل الانضمام إلى مدير وكالة الاستخبارات المركزية CIA ويليام بيرنز في الدوحة.
وحول الموضوع أجرينا صباح اليوم لقاء ضمن برنامج يوم جديد، مع البروفيسور محجوب الزويري، استاذ سياسات الشرق الأوسط المعاصر في جامعة قطر، الذي قال إنّه لا يظن أنّ مفاوضات اليوم هي مفاوضات الفرصة الأخيرة، لأنّ إسرائيل معنية ببقاء المفاوضات لأنّ هذا ما يكفل لها استمرار عمليتها العسكرية في قطاع غزة.
وقال الزويري إنّ متغير حزب الله وإيران الذي دخل إلى خط المواجهة، لا يغير كثيرًا فيما هو متوقع من مفاوضات اليوم، لأنّ هناك أمرًا يجمع إيران وإسرائيل وهو الرغبة في البقاء، فكما الأفراد يريدون البقاء، هكذا الدول، وهو ما يجعل الطرفين غير راغبين بالتوجه نحو مواجهة شاملة. وقال إنّ الغرب قدّم جزرة لإيران تتمثل في التوجه نحو تقديم بعض التسهيلات المالية لها، إضافة إلى إقناع الأوروبيين بعدم تبني سياسات متطرفة فيما يخص مشروع إيران النووي، وربما التوجه إلى مفاوضات تهدف إلى تجديد الاتفاق النووي. وأضاف أنّ كل هذه الأمور تدفع إيران إلى دراسة ردها بشكل محسوب جدا، مما لا يقود إلى مواجهة شاملة.
وقال إنّ الوسطاء قدّموا كل ما لديهم، والكل الآن متفق على أنّ هناك طرفًا واحدًا يعطل التفاوض، ويريد أن يأخذ كل شيء، دون أن يعطي أي شيء، وهو إسرائيل، مما يجعل نقطة الضعف في مجموعة الوسطاء هي الولايات المتحدة التي لديها حسابات انتخابية وسياسية، الأمر الذي يجعلها لا تشكل الضغط الكافي على رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال إنّ برأيه فإنّ احتمالات التوصل إلى اختراق خلال مفاوضات اليوم، هي أقل من خمسين في المائة، والمعطل الأساسي هو نتنياهو.