أفاد أحد جيران فؤاد شكر، القائد العسكري البارز في حزب الله، والذي تم اغتياله في نهاية الشهر الماضي، قائلاً: "سمعنا اسمه، لكننا لم نره قط. لقد كان مثل الشبح." وفق ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" اليوم الأحد.
وعاش شكر، الذي يُعد من أبرز الشخصيات في تاريخ الحزب، حياة شبه خفية وظهر فقط في تجمعات صغيرة من قدامى المحاربين الموثوق بهم.
اللحظات الأخيرة والمجزرة
في الثلاثين من يوليو، قُتل شكر وزوجته وامرأتين وطفلين آخرين عندما سقطت قذائف إسرائيلية على شقته في الطابق السابع من مبنى سكني في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال مسؤول في حزب الله إن شكر الذي يعرفه قليل من الناس، أمضى يومه الأخير في شقته.
ووفقًا لوزارة الصحة اللبنانية، أصيب أكثر من 70 شخصاً في الهجوم.
التحقيقات والاختراقات
أفاد مسؤول في حزب الله ان شكر تلقى اتصالاً من شخص يطلب منه الذهاب إلى شقته في الطابق الخامس.
وعند الساعة السابعة مساءً، سقطت قذائف إسرائيلية على الشقة والطوابق الثلاثة التي تقع تحتها.
وأضاف، أن دعوة شكر إلى الطابق الخامس قد تكون ناتجة عن اختراق لشبكة الاتصالات الداخلية للحزب، ومما قد يكون محاولة لجعله هدفًا أسهل.
وأضاف المسؤول أن حزب الله وإيران يحققان في هذا الفشل الاستخباراتي، ويشيران إلى أن إسرائيل قد تكون استخدمت تكنولوجيا متقدمة لاختراق عمليات الحزب.
ردود فعل حزب الله والإجراءات الأمنية
اغتيال شكر، الذي يُعتبر من كبار الاستراتيجيين في الحزب، شكل ضربة قوية له وكشف عن مدى اختراق العمليات.
وفي فبراير، أمر الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، "اتركوا هواتفكم، وعطلوها، وادفنوها، واقفلوها في صندوق معدني"، مشيرًا إلى القلق من الانهيارات الاستخباراتية.
وكما لجأ الحزب إلى استخدام لغة مشفرة للتواصل لتفادي التنصت الإسرائيلي.
نفي حزب الله
صرح حزب الله في بيان: "تنفي العلاقات الإعلامية في حزب الله نفيًا قاطعًا الرواية المختلقة التي أوردتها "وول ستريت جورنال" حول ارتقاء القائد الجهادي السيد فؤاد شكر وهي رواية مليئة بالأكاذيب ولا أساس لها من الصحة على الإطلاق".
وتابع البيان: "كما تؤكد العلاقات الإعلامية أنّ أيًا من مراسلي الجريدة الثلاث الذين وضعوا أسماءهم على المقالة المذكورة، لم يلتقوا أبدًا أيًا من مسؤولي حزب الله على الإطلاق. وبالتالي فإنّ الرواية الكاذبة من أساسها والمصدر المنسوب له، ليسوا سوى من مخيلة كتابها ولا هدف لها سوى الترويج والدعاية لإسرائيل، وهذا ما دأبت عليه الجريدة المذكورة، وعدد من وسائل الإعلام اللبنانية والعربية الذين نشروا هذه الرواية الكاذبة، دون أي مراجعة أو تدقيق".
دور فؤاد شكر في حزب الله
كان شكر من المؤسسين الأوائل لحزب الله بعد تأسيسه الرسمي في عام 1985، وشغل منصب القائد العسكري للحزب.
وفي عام 1982، ساعد في تنظيم مقاتلي حرب العصابات الشيعة لمقاومة الاجتياح الإسرائيلي لبيروت.
وتواصل شكر مع الحرس الثوري الإيراني عبر سورية، وأصبح شخصية محورية في الصراع ضد الجيش الإسرائيلي، محققًا سمعة كقائد استراتيجي يتمتع بمعرفة واسعة بالمنطقة.
وطالع ايضا:
اغتيال إسماعيل هنية في غارة إسرائيلية على طهران