في عالم يتسارع فيه العلم نحو تحقيق ما كان يُعتبر مستحيلًا، يظهر بحث جديد يثير الدهشة والتساؤل، هل يمكن للعلم أن يهزم الموت؟
هذه الفكرة التي طالما كانت محورًا لأفلام الخيال العلمي، بدأت تتحول إلى واقع بفضل الجهود الجريئة لدكتور هيبرت وفريقه.
هنا، حيث تتقاطع الأحلام مع الإمكانيات الطبية، ينطلق العلماء في مغامرة محفوفة بالتحديات، تهدف إلى استبدال الخلايا الدماغية التالفة بأخرى جديدة، ممهدين الطريق نحو مستقبل قد يشهد إعادة بناء الأدمغة البشرية واستعادة وظائفها المفقودة.
ولكن هل يمكن لهذا الحلم أن يصبح حقيقة، أم أن الطريق مليء بالعقبات الأخلاقية والعلمية؟
استبدال الأنسجة الدماغية الوظيفية
منحت الحكومة الأمريكية منحة رائدة بقيمة 110 ملايين دولار من المعاهد الوطنية للصحة لعالم الوراثة الدكتور جان هيبرت، لإجراء أبحاث مبتكرة في زراعة الدماغ تهدف إلى التغلب على الشيخوخة والأمراض التنكسية العصبية.
يركز البحث الحالي على "استبدال الأنسجة الدماغية الوظيفية"، والذي يتضمن استبدال الخلايا الدماغية التالفة بخلايا جذعية عصبية مزروعة في المختبر ومشتقة من أجنة بشرية.
التجارب المبكرة والنتائج الواعدة
أظهرت الخلايا الجذعية، التي تمتاز بقدرتها على التحول إلى أي نوع من الخلايا، نتائج واعدة في التجارب المبكرة على الفئران.
فقد تم دمجها بنجاح في الدماغ واستجابت للمحفزات البصرية، مما يعزز الأمل في إمكانيات هذا العلاج.
لفت عمل الدكتور هيبرت انتباه وكالة المشاريع المتقدمة الأمريكية للصحة (ARPA-H)، وهي جهة تأسست لدفع البحوث الطبية المتطورة.
ومع الاهتمام المتزايد، سيشهد المشروع توسيعًا ليشمل اختبارات على الحيوانات الأكبر حجمًا (الرئيسيات)، مع هدف نهائي يتمثل في إجراء تجارب على البشر.
التحديات والآراء المتباينة
في حين أشاد بعض الخبراء بإمكانات هذا البحث، أعرب آخرون عن مخاوفهم بشأن جدواه العملية وتداعياته الأخلاقية.
وصف المنتقدون هذا الإجراء بأنه "خطير" ومن غير المرجح أن ينتشر على نطاق واسع، رغم الاعتراف بإمكاناته في علاج الاضطرابات الإدراكية الوراثية.
يرى الدكتور هيبرت، الذي يسعى منذ فترة طويلة لتحدي حتمية الموت، أن هذا البحث يمثل خطوة طموحة نحو تحقيق الخلود مدى الحياة.
ومع تقدم المشروع، فإنه يعد بإثارة المزيد من النقاشات والاستكشافات في مجال الطب التجديدي.
طالع أيضًا