عوفر شيلاح: الحل الأمثل واضح وهو حلف إقليمي في مواجهة إيران، ولكن حسابات سياسية في إسرائيل تمنع هذا
تشير مصادر عديدة، من كافة الأطراف، إلى أنّ المفاوضات بين إسرائيل وحماس، من خلال الوسطاء الولايات المتحدة ومصر وقطر، لتبادل الأسرى والمختطفين، ووقف إطلاق النار، هي على شفير الهاوية، وقد تنهار في أية لحظة. تأتي هذه التطورات إلى جانب التصعيد الكبير في الأيام الأخيرة على جبهة المواجهة الشمالية بين إسرائيل وحزب الله، حيث يقول متحدثون عسكريون إسرائيليون إنّ الجيش الإسرائيلي يوجه المزيد من القوات إلى الشمال، ويقول مراقبون إنّ الوضع هناك قد يتدهور بسرعة إلى مواجهة شاملة ومباشرة بين حزب الله وإسرائيل، التي قد تتحول إلى حرب إقليمية.
وحول هذه المحاور، أجرينا لقاء صباح اليوم، ضمن برنامج يوم جديد، مع المحلل السياسي الإسرائيلي والباحث في معهد الأمن القومي، عوفر شيلاح، الذي قال إنّ الأمريكيين ليسوا ساذجين، ولكنهم من خلال بث التفاؤل هذا، يحاولون الضغط على الأطراف من أجل التوصل إلى حل، خاصة وأنهم الوحيدون الذين يبحثون عن حل لهذه الأزمة.
وقال إنّ الأمريكيين لا يريدون حربًا إقليمية واسعة، لأنّ هكذا حرب تهدد مصالحهم في المنطقة، وتشكل عليها خطرًا داهمًا. وقال إنّ الأمريكيين عادوا بقواتهم إلى المنطقة، ليس لأنهم يحبون إسرائيل فقط، وإنما لأنّهم يرون بالعلاقة الايرانية الروسية الصينية خطرًا حقيقيًا على أمنهم القومي، ولهذا فإنهم يريدون أن يروا حلا شاملا كاملا للمنطقة، ورؤيا الرئيس الأمريكي جو بايدن، بخصوص حلف إقليمي يقف في وجه التوسع الإيراني من خلال وكلاء إيران في المنطقة، هي الرؤيا الأمثل لمواجهة هذا التقارب الايراني الروسي الصيني، ولكننا لسنا في الطريق إلى مثل هذا الحلف بسبب حسابات إسرائيلية سياسية داخلية، وهو الأمر الخطير بالفعل.
وقال شيلاح حول التصعيد على الجبهة الشمالية، إنّ الأمور تتدهور نحو حرب، ليس لأنّ هناك أحدًا اتخذ قرارًا بذلك، وإنما لأنّ الأحداث بين إسرائيل وحزب الله تقربنا إلى هناك، دون أن يريد أي من الأطراف هذه الحرب، ودون أن يستطيع أي من الطرفين إقناعنا بأنّ هناك نتيجة جيدة قد تنتج عن هكذا حرب.