تعتبر الإنفلونزا الموسمية من الأمراض الشائعة التي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم سنويًا.
وفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، تُسجل حالات الإصابة بالإنفلونزا بمعدل يقترب من مليار حالة.
كما يُسجل سنويًا ما بين 290 ألف إلى 650 ألف حالة وفاة مرتبطة بالجهاز التنفسي بسبب الإنفلونزا، وفقًا لتقرير نشره موقع لايف ساينس.
ورغم أن معظم الأفراد يتعافون دون مضاعفات، إلا أن هناك فئات معينة، مثل الأطفال والبالغين المسنين، تكون أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة.
ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الوفاة بسبب الإنفلونزا؟
تتسبب فيروسات الإنفلونزا في إحداث أضرار بالغة لمجموعة من الأعضاء الحيوية، بما في ذلك الرئتين والقلب والدماغ والجهاز المناعي.
وفقًا للدكتور أكيكو إيواساكي، أستاذ علم المناعة في جامعة ييل، تتضمن المضاعفات التي تهدد الحياة الالتهاب الرئوي، الذي يسبب تورم الحويصلات الهوائية في الرئتين وامتلائها بالصديد.
يمكن أن تدخل فيروسات الإنفلونزا الرئتين بشكل مباشر، مما يؤدي إلى التهاب رئوي فيروسي. إضافة إلى ذلك، قد تسبب الأضرار التي تلحق بالخلايا التي تبطن الجهاز التنفسي في نمو البكتيريا بشكل مفرط، مما قد يؤدي إلى الالتهاب الرئوي الجرثومي.
وأوضح إيواساكي أن هذه البكتيريا عادةً ما تعيش في الجهاز التنفسي العلوي دون أن تسبب مرضًا، ولكن بعد إصابة الشخص بالإنفلونزا، قد تجد تلك البكتيريا فرصة للازدهار في الرئتين.
الفيروسات تزيد من قابلية الخلايا للإصابة بالعدوى، مما يسهل على البكتيريا التكاثر وإحداث أضرار أكبر. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الالتهاب الرئوي الحاد إلى متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS)، حيث تتجمع السوائل في الرئتين، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس.
تؤثر مضاعفات الإنفلونزا أيضًا على القلب، حيث يمكن أن تؤدي إلى التهاب عضلة القلب والتهاب التأمور، مما يؤثر على قدرة القلب على ضخ الدم ويؤدي في بعض الأحيان إلى نتائج مميتة.
ووفقًا للدكتور أوكتافيو راميلو، فإن عدوى الإنفلونزا قد تسبب التهابات في الخلايا التي تغلف الأوعية الدموية.
وفي حالات نادرة، يمكن أن تسبب الإنفلونزا التهاب الدماغ، وهو تورم في المخ، مما يؤدي إلى عواقب وخيمة مثل التشنجات والغيبوبة.
ورغم أن العلماء لا يعرفون بالتحديد كيفية حدوث هذا، فإن هناك فرضيات تشير إلى أن العدوى تسبب إفراز كميات كبيرة من السيتوكينات، وهي مواد تسبب الالتهاب، مما قد يؤثر على حاجز الدماغ.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي الإنفلونزا إلى تعفن الدم، وهو استجابة مناعية تهدد الحياة. إذ يمكن أن تؤدي الفيروسات إلى هذه الاستجابة بمفردها، أو قد تسمح للبكتيريا بالدخول إلى مجرى الدم عن طريق تدمير الأنسجة.
وتشير الأبحاث إلى أن الالتهاب الرئوي المرتبط بالإنفلونزا يمكن أن يزيد من احتمالية التعرض لتعفن الدم بنحو ستة أضعاف، رغم أن هذه المضاعفات تعتبر نادرة بشكل عام.
طالع أيضًا
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.