في عالم الطب الحديث، تبرز الأبحاث الجينية كأحد أهم الأدوات لفهم الأمراض المعقدة مثل السرطان.
أظهرت أبحاث حديثة أجراها علماء من شركة deCODE genetics في أيسلندا بالتعاون مع شركة Amgen الأمريكية، وجود متغيرات جينية نادرة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
وكما أفاد موقع ميديكال إكسبريس، فإن هذه المتغيرات الجينية تُعتبر من العوامل التي تعزز من احتمالية تطور السرطان لدى الأفراد.
اكتشاف جينات نادرة تزيد من خطر الإصابة بالسرطان
تشير النتائج إلى أن اكتشاف هذه المتغيرات، مثل المتواجدة في جيني BRCA1 وBRCA2، قد أسهم في تحسين عمليات الكشف المبكر عن السرطان وتطوير علاجات مستهدفة، مما ساعد في تقليل الأعباء الناتجة عن المرض وتحسين تشخيص المرضى الحاملين لهذه الطفرات.
في الدراسة الجديدة، قام الباحثون بتحليل ثلاث مجموعات بيانات جينية كبيرة تشمل أشخاصًا من أصل أوروبي، تتضمن 130,991 مريضًا بالسرطان و733,486 شخصًا تم استخدامهم كضوابط للمقارنة.
من خلال دراسة ارتباط العبء الجيني عبر 22 نوعًا مختلفًا من السرطان، تم اكتشاف أربعة جينات جديدة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
من النتائج المثيرة للاهتمام، أن جين BIK، الذي يلعب دورًا في تعزيز الموت الخلوي المبرمج، يرتبط بسرطان البروستات.
كما أظهر بروتين ATG12، المتدخل في عملية الالتهام الذاتي، ارتباطًا بسرطان القولون والمستقيم، بينما يرتبط بروتين TG بسرطان الغدة الدرقية. ومن جهة أخرى، يُعتبر بروتين CMTR2 مرتبطًا بكل من سرطان الرئة وسرطان الجلد.
أظهرت النتائج أيضًا أن الزيادة النسبية في خطر الإصابة بالسرطان نتيجة لهذه المتغيرات كانت كبيرة، حيث تراوحت بين 90% و295%.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة لا تسمح بتقييم دقيق لخطر الإصابة بالسرطان على مدى الحياة.
إضافة إلى ذلك، اكتشف فريق البحث جينات نادرة أخرى ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بالسرطان. على وجه الخصوص، وُجد أن فقدان AURKB يوفر حماية ضد جميع أنواع السرطان، في حين كان فقدان PPP1R15A مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 53%.
مما يشير إلى أن تثبيط PPP1R15A قد يمثل خيارًا علاجيًا واعدًا لعلاج سرطان الثدي.
تسلط هذه الدراسة الضوء على رؤى جديدة حول الآليات البيولوجية التي تساهم في الاستعداد للإصابة بالسرطان، مما يُتوقع أن يؤدي إلى تطوير استراتيجيات أفضل في فحص المرض وعلاجه. نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Nature Genetics.
طالع أيضًا
دراسة حديثة: سر العمر الطويل لا يكمن في الطعام الصحي!
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.