رغم تقليص مكانته من كوكب كامل إلى كوكب قزم، لا يزال بلوتو يثير اهتمام العلماء والباحثين حول العالم، لما يحمله من أسرار وعجائب لم تكشف بعد.
فمنذ زيارة مركبة الفضاء "نيو هورايزونز" في عام 2015، زاد الفضول العلمي بشأن هذا الجرم السماوي وقمره "شارون"، مما دفع العلماء إلى التفكير في مهمة استكشافية طموحة تحت اسم "برسيفوني".
مهمة "برسيفوني": رحلة استكشافية طويلة نحو كشف أسرار بلوتو
على الرغم من إعادة تصنيف بلوتو من كوكب كامل إلى كوكب قزم، إلا أنه لا يزال يثير اهتمام العلماء، ليس فقط بسبب مكانته العاطفية، بل أيضا لكونه يحتفظ بالكثير من الأسرار التي تنتظر الاكتشاف.
بعد زيارة مركبة الفضاء "نيو هورايزونز" لنظام بلوتو في عام 2015، تزايدت الأسئلة حول هذا الكوكب القزم وقمره الفريد "شارون"، مما دفع فريقاً من الباحثين من مختلف الجامعات والمعاهد العلمية إلى اقتراح مهمة جديدة تسمى "برسيفوني"، والتي قد تستغرق نحو 50 عاماً.
تعتبر مركبة "نيو هورايزونز" هي الوحيدة التي عبرت بسرعة عبر نظام بلوتو في 2015، وقد جمعت معلومات قيّمة حول بلوتو وشارون. لكن التحليل العميق لهذه البيانات أثار مزيدًا من التساؤلات، خصوصًا حول بعض المعالم السطحية التي رصدتها المركبة.
تسعى مهمة "برسيفوني" للإجابة عن أربعة أسئلة علمية رئيسية، تتعلق بتطور سكان حزام كايبر، بيئة الجسيمات والمجالات المغناطيسية في الحزام، التغيرات السطحية التي حدثت على بلوتو وشارون، وبنية الكوكب القزم وأقمره.
من بين هذه الأسئلة، يبقى السؤال عن البنية الداخلية لبلوتو الأكثر إثارة للفضول، حيث تشير بعض الأدلة إلى أن بلوتو قد يحتوي على محيط تحت سطحه، رغم بعده عن الشمس.
كما أن السطح النشط لبلوتو، وخاصة الغطاء الجليدي "سبوتنيك بلانيتيا"، قد يكون نتيجة وجود هذا المحيط، لكن البيانات الحالية غير كافية لتأكيد ذلك.
ولذلك، تأمل مهمة "برسيفوني" في استكشاف هذه المسألة بشكل أعمق.
ورغم تعقيدات الميكانيكا المدارية والتحديات التقنية، تشير التقارير إلى أن المهمة قد تستغرق عقودًا للوصول إلى بلوتو، مع إمكانية تسريع الرحلة باستخدام جاذبية المشتري.
كما يوضح التقرير أنه من الممكن أن تستمر المهمة 31 عامًا، تشمل 28 عامًا للوصول إلى بلوتو وثلاث سنوات من الدراسة التفصيلية، مع إمكانية تمديد المهمة لاستكشاف مزيد من الأجسام في حزام كايبر.
من المتوقع أن يسهم تحسين تقنيات الدفع النووي الكهربائي في تقليص زمن الرحلة بنحو عامين، على الرغم من أن هذه التقنيات قد لا تكون جاهزة بحلول عام 2031، موعد الإطلاق المقترح.
طالع أيضًا
بلوتو في مرمى الجدل مجددًا: هل فقد مكانته ككوكب في النظام الشمسي؟