يرى الدكتور ساري عرابي الخبير في العلوم السياسية والتنظيمات الإسلامية، أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله يحمل أبعادًا سياسية داخل الساحة اللبنانية.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج يوم جديد، أن هناك نوع من الرهان الإسرائيلي وخصوم الحزب داخل الساحة اللبنانية من أجل استثمار هذا الاتفاق لنزع شرعية سلاح حزب الله باعتباره سلاح المقاومة اللبنانية.
وتابع: "خصوم الحزب سيقولون إنّ هذا السلاح لم يكن قادرًا على حماية لبنان أو مساعدة قطاع غزة، وبالتالي يجب إعادة النظر في تفرد الحزب بامتلاك السلاح".
وأكد على أن حزب الله منتبه لهذه القضية، وتصريحات قيادات الحزب والكتاب والصحفيين التابعين للحزب، تؤكد على أن هناك نوع من الوعي والتخوف من أن يتحول هذا الاتفاق إلى بذرة للفتنة أو الانقسام الداخلي، وأن يضطر حزب الله إلى التخلي عن سلاحه.
وأوضح: "الأمر لن يكون سهلا على الطرفين، لأن ما فشلت فيه إسرائيل بحرب طاحنة من هذا النوع، لن ينجح فيه خصوم الحزب داخل لبنان".
وأكد ساري عرابي على أن حزب الله سيكون أمام امتحان عسير، شعارات الحزب، والفجوة بين تصريحات الحزب، قبل السابع من أكتوبر، ومستوى أداء الحزب بعد السابع من أكتوبر، وأن كل هذه الأمور ستكون بمثابة امتحان للحزب، وسيكون الأمر أصعب من أي وقت مضى بخصوص سلاحه.
وقال إن حزب الله يملك سردية في مقابل السردية الإسرائيلية، لأنه يقول إن إسرائيل لم تتمكن من القضاء على الحزب، الذي استمر في قدرته على إطلاق الصواريخ واستعاد تماسكه بعد الضربات التي تلقاها، وبالتالي فإن الأمر أشبه بالتوصل إلى تسوية، وليس شروط إسرائيلية مفروضة على لبنان.
وأضاف: "الحزب سيقول إنه كان حريصًا قدر الإمكان على تجنيب لبنان عدوان إسرائيلي أوسع، والتوسع في العملية البرية، وبالتالي كان لابد من الموافقة على هذا الاتفاق".