تعتبر استكشافات الفضاء، وخاصة تلك التي تشمل المهام البشرية، من أكبر التحديات التقنية واللوجستية.
في ظل الاستعدادات لبرنامج "آرتميس" الفضائي التابع لوكالة ناسا، الذي يهدف إلى إرسال البشر إلى القمر، تظل سلامة رواد الفضاء أولوية قصوى.
ومع اقتراب المهام الفضائية التي ستشمل الهبوط على سطح القمر، تواجه ناسا تحديات عدة تتعلق بسلامة رواد الفضاء، خاصةً في حال حدوث مواقف كارثية قد تمنع أحدهم من العودة إلى مركبة الهبوط.
حلول لمواقف الطوارئ.. تحدي نقل رائد فضاء مجهز بالكامل
تعتبر أحد السيناريوهات الأكثر خطورة التي تركز عليها ناسا هي إمكانية إصابة أحد رواد الفضاء أثناء مهمة على سطح القمر، مما يجعله غير قادر على العودة إلى مركبة الهبوط.
في هذه الحالة الطارئة، سيكون من الضروري أن يساعد رائد الفضاء الآخر المصاب، ولكن حمل رائد فضاء آخر مجهز بالكامل وبالبدلة الفضائية السميكة سيكون مهمة شبه مستحيلة.
لذلك، أطلقت ناسا مؤخرًا مسابقة عامة تهدف إلى تطوير تصميم لنظام قادر على نقل رائد فضاء مجهز بالكامل لمسافة لا تقل عن كيلومترين على سطح القمر.
تستهدف المسابقة توفير حل لنقل رواد الفضاء في بيئة قمرية قاسية، دون الاعتماد على المركبات الروفرية، وبالتمكن من العمل في الظروف القاسية للقطب الجنوبي للقمر.
التحدي وميزانية المسابقة
أعلنت ناسا عن هذا التحدي في 14 نوفمبر 2024، مع قبول المشاركات حتى 23 يناير 2025. الجائزة الأولى تبلغ 20,000 دولار، بالإضافة إلى جوائز للمراكز الثانية والثالثة.
يهدف هذا التحدي إلى تطوير حلول مبتكرة تأخذ في اعتبارها كافة الظروف القاسية التي قد يواجهها رواد الفضاء أثناء عملهم على سطح القمر.
يقدر وزن رائد الفضاء الذي يرتدي بدلة "أكسيوم" للمشي الفضائي بحوالي 343 كجم (755 رطلاً) على الأرض، لكن جاذبية القمر التي لا تتعدى سدس جاذبية الأرض تجعل الوزن يصبح أقل بكثير، حوالي 57 كجم (125 رطلاً). على الرغم من ذلك، يظل حمل رائد فضاء مجهز بالكامل لمسافة طويلة مع بدلة فضائية أمرًا في غاية الصعوبة.
الظروف القمرية القاسية من درجات الحرارة إلى التضاريس الصعبة
من بين التحديات الكبيرة التي يواجهها هذا التحدي هي الظروف القاسية للبيئة القمرية. درجات الحرارة على سطح القمر تتراوح بشكل حاد من 54 درجة مئوية في ضوء الشمس الكامل إلى -203 درجة مئوية في الليل، مما يتطلب من المواد المستخدمة في تصميم النظام الجديد أن تكون قادرة على تحمل هذه التقلبات الشديدة.
كما أن السطح القمري مليء بالتراب الحاد والحفر والصخور الكبيرة التي تشكل عقبات كبيرة أمام أي محاولة لنقل رائد فضاء لمسافات طويلة.
إضافة إلى ذلك، يجب أن توفر المواد المستخدمة حماية كاملة لرواد الفضاء من تأثيرات الشهب الدقيقة التي قد تكون موجودة في الفضاء القمري.
في النهاية، برنامج "آرتميس" التابع لوكالة ناسا يواجه تحديات كبيرة تتعلق بسلامة رواد الفضاء، خاصةً في حالات الطوارئ على سطح القمر.
المسابقة التي أطلقتها ناسا تعد خطوة هامة نحو تطوير حلول تقنية تساعد في الحفاظ على سلامة رواد الفضاء أثناء مهماتهم الفضائية. وتستمر الوكالة في البحث عن حلول مبتكرة وقابلة للتطبيق لتجاوز كافة العقبات التي قد تطرأ خلال العمليات القمرية.
طالع أيضًا