تعد نوبات الغضب والانهيارات العاطفية جزءًا طبيعيًا من تطور الأطفال، لكن العديد من الآباء يواجهون صعوبة في التعامل مع هذه السلوكيات
رغم أن هذه التصرفات قد تكون محيرة أو مزعجة، إلا أنها في الواقع جزء من عملية تعلم الأطفال كيفية التعبير عن مشاعرهم وتنظيمها.
لذلك، يتساءل الآباء عن أسباب هذه التصرفات وكيفية التعامل معها بشكل مناسب.
لماذا يتصرف الأطفال بشكل عدواني؟
يشير الدكتور إميلي ماد، الأخصائي النفسي للأطفال، إلى أن بعض السلوكيات العدوانية قد تكون جزءًا طبيعيًا من مراحل النمو المبكرة، حيث يعبر الأطفال عن مشاعرهم من خلال الأفعال الجسدية مثل الدفع أو الضرب، لأنهم لا يمتلكون المهارات اللغوية الكافية للتعبير عن مشاعرهم بالكلمات.
قد ينشأ سلوك العدوانية نتيجة لمشاعر مثل الجوع أو التعب أو الإرهاق، وقد يكون الضرب أو العض أو الدفع هو الوسيلة الوحيدة للتعبير عن هذه المشاعر.
ومع تقدم الطفل في العمر وتطور مهاراته اللغوية، من المتوقع أن تتناقص هذه التصرفات العدوانية. وإذا استمرت بعد سن السابعة، قد يكون ذلك دليلاً على وجود مشكلة أكبر تتطلب تدخلاً متخصصًا.
متى يجب القلق بشأن سلوكيات العدوان؟
بحسب موقع Cleveland Clinic، فإن السلوكيات العدوانية تستدعي الانتباه إذا أثرت على حياة الطفل اليومية، أو إذا أدت إلى صعوبات أكاديمية أو اجتماعية، أو تسببت في أذى للطفل أو الآخرين.
في مثل هذه الحالات، يجب البحث عن مساعدة مهنية. كذلك، قد يظهر الأطفال الذين يعانون من اضطرابات مثل فرط النشاط أو القلق أو التوحد سلوكيات عدوانية بسبب تحدياتهم في التواصل.
استراتيجيات للتعامل مع سلوكيات العدوان
1- ابقَ هادئًا: من المهم الحفاظ على هدوء الأعصاب عند التعامل مع الطفل العدواني.
رد الفعل الغاضب من الوالدين قد يزيد من حدة السلوك العدواني.
2- وضع حدود مع تجنب المكافآت السلبية: يجب على الوالدين الحفاظ على الحدود وعدم تقديم مكافآت غير مناسبة مثل شراء شيء لمجرد تهدئة الطفل.
3- مكافأة السلوك الجيد: من المهم الإشادة بالسلوكيات الإيجابية التي يظهرها الطفل، مثل استخدامه للكلمات للتعبير عن مشاعره.
4- مساعدة الطفل في التعبير عن مشاعره: فتح المجال للحديث مع الطفل عن مشاعره يساعده على التعبير عنها بالكلمات بدلاً من التصرفات العدوانية.
5- تحديد المحفزات وتعديل الروتين: معرفة المواقف التي تثير السلوك العدواني لدى الطفل يساعد في تعديل الروتين لتقليل هذه التصرفات.
6- البحث عن المكافآت المناسبة: يجب تجنب المكافآت المالية أو المادية، وبدلاً من ذلك منح الطفل وقتًا خاصًا مع أحد الوالدين أو السماح له باختيار نشاط عائلي.
متى يجب البحث عن مساعدة مهنية؟
إذا لم تنجح الأساليب المختلفة في تقليل سلوكيات العدوان، قد يكون من الضروري استشارة طبيب الأطفال أو أخصائي نفسي لتقييم سلوك الطفل وتقديم حلول مهنية.
تذكر أن الأطفال بطبيعتهم يسعون للتصرف بشكل جيد، وإذا كانت سلوكياتهم صعبة، فإنهم بحاجة إلى الدعم والتوجيه المناسب.