تستمر الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ443، حيث كثف الجيش غاراته الجوية وقصفه المدفعي بشكل عنيف في مختلف مناطق القطاع، ما أسفر عن أعداد كبيرة من الضحايا والجرحى، وسط وضع إنساني كارثي.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن أضرارًا وقعت داخل أقسام في مستشفى كمال عدوان شمال غزة، جراء غارات إسرائيلية استهدفت محيط المستشفى، بالإضافة إلى تفجير روبوت مفخخ في المكان.
ولمزيد من التفاصيل كان لنا ضمن برنامج أول خبر مداخلة مع الصحفي عماد أبو شاويش من غزة، والذي أكد أن القصف ما زال مستمرًا على قطاع غزة بمناطق مختلفة.
"مشاهد يندى لها الجبين"
وقال إنه بالأمس شهد شمال مخيم النصيرات قصفًا مكثفًا، وأيضا غرب منطقة المواصي التي وعد الجيش الإسرائيلي بأنها أكثر المناطق أمانًا وطلب من النازحين الذهاب إليها.
ووصف أبو شاويش ما يحدث في شمال القطاع بأنه شيء يندى له الجبين ومناظر تقشعر لها الأبدان، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي وصل به أن أمر بإخلاء مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة والمستشفى الإندونيسي.
وأوضح أن هناك آلاف النازحين في تلك المناطق وبالقرب منها، ولذلك يريد الجيش إخلائها لتطبيق خطة الجنرالات التي أُعلن عنها، والتي تهدف لتهجير أهالي قطاع غزة.
كمال عدوان والشفاء.. ما أشبه الليلة بالبارحة
يقول عماد أبو شاويش إن من يستمع للجيش الإسرائيلي يعتقد أن هناك أسلحة وأنفاق داخل المستشفى، بينما تم اقتحامه وتفتيشه عدة مرات واعتقال أطباء من داخله بل وارتقاء عدة أطباء ولم يوجد أي شيء.
ولفت إلى أن ما يحدث مع مستشفى كمال عدوان أشبه بما حدث مع مستشفى الشفاء في بداية العدوان والحديث عن احتوائه على مسلحين، بينما في الحقيقة ما يريده الجيش هو تفريغ المنطقة من السكان.
وكان مدير عام وزارة الصحة في غزة، منير البرش، قد أعلن أمس السبت، أن الجيش الإسرائيلي أنذر إدارة مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمالي القطاع بإخلائه فورًا، مؤكداً أن المستشفى يواجه "وضعًا كارثيًا" مع تعرضه لهجوم إسرائيلي "غير مسبوق".
ويرى الصحفي الفلسطيني أنه إذا تم منع وجود التطبيب والخدمات الطبية داخل منطقة الشمال، وكذلك قصف مصادر الطاقة التي تشحن الهواتف والإنارة ليلًا، ثم قصف الآبار، معنى ذلك أنه لن تبقى هناك حياة وسيرحل النازحون إجبارًا إذا لم يكن بسبب القصف فسيكون بسبب الجوع.
حقيقة ادعاء الجيش الإسرائيلي بإدخال المساعدات
يؤكد أبو شاويش أن الأونروا تحاول إدخال المساعدات بينما يمنع الجيش الإسرائيلي وصول هذه القوافل ويسمح فقط بوصولها لمناطق قريبة حتى ينزح الناس إليها، ويبعدها عن المناطق التي يريد إخراج الناس منها.
وأكد أيضًا أن ما يوجد داخل مستشفى كمال عدوان من إمدادات طبية لا يكفي لأيام معدودة، وأنه إذا كان الجيش يدّعي أنه يسمح بإدخال المساعدات فعليه أن يثبت ذلك بواسطة كاميراته ولا يكفي التحدث فقط.
"تارجت يومي للقتل"
وأضاف: "نحن لدينا أدلة على أن المستشفى فارغة، وحاليًا يتم استهداف الصحفيين لأن الجيش الإسرائيلي لا يريد أن يرى العالم ما يحدث في قطاع غزة".
واستطرد قائلا إنه في كل يوم لا يقل معدل القتل عن 50 إلى 70 ضحية، وإن الرقم أصبح معتادًا كأنه "تارجت يريد الجيش تحصيله أمام قادته بأننا نقتل بشكل يومي ولكن بطيء والعالم الآن يلتفت إلى قضايا وأماكن أخرى".