قد يبدو اللعب بالتراب عادة غير مرغوبة في نظر الكثير من الأمهات، إذ يُعتقد أنه يعرض الأطفال للأوساخ والجراثيم، لكن الأبحاث الحديثة تكشف عن فوائد مذهلة لهذه العادة.
فقد أثبتت دراسة فنلندية حديثة أن تفاعل الأطفال مع التراب يعزز مناعتهم ويقلل من خطر الإصابة بالأمراض. فكيف يؤثر اللعب بالتراب على صحة الأطفال؟ وما هي الفوائد غير المتوقعة لهذه العادة؟
فوائد اللعب بالتراب لجهاز المناعة
توصل الباحثون إلى أن الأطفال الذين يلعبون في التراب يتمتعون ببشرة تحتوي على مجموعة أكثر تنوعًا من البكتيريا المفيدة، مما يساعد على تقوية جهازهم المناعي.
دور البكتيريا النافعة في بناء المناعة
البكتيريا النافعة تلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي والمناعي، وعندما يتعرض الأطفال لهذه البكتيريا من خلال اللعب في التراب، فإنها تساهم في:
1- تحفيز جهاز المناعة: التعرض المبكر للبكتيريا يساعد الجسم على التعرف على الميكروبات المفيدة وتطوير استجابة مناعية متوازنة.
2- تقليل خطر الحساسية: وفقًا للدراسة، الأطفال الذين يتفاعلون مع البيئات الطبيعية أقل عرضة للإصابة بالحساسية مقارنة بأقرانهم الذين يعيشون في بيئات معقمة للغاية.
3- تحسين صحة الأمعاء: وجود تنوع أكبر من البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي يساعد على تحسين عملية الهضم وامتصاص العناصر الغذائية.
4- أظهرت الدراسة أن التعرض للبكتيريا الموجودة في التربة يسهم في تطوير الجهاز المناعي لدى الأطفال، مما يجعلهم أقل عرضة للإصابة بالأمراض المناعية والحساسية.
لم تكن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها، إذ وجدت دراسة سويدية سابقة أن الأطفال الذين نشأوا في بيئات زراعية لديهم معدلات أقل من الحساسية، وأمعاؤهم تحتوي على نسبة أعلى من البكتيريا النافعة التي تعزز المناعة.
على الرغم من القلق الشائع بشأن لعب الأطفال في التراب، فإن الأدلة العلمية تشير إلى فوائد كبيرة لهذه العادة.
ربما يكون السماح للأطفال باللعب بحرية في الطبيعة أحد أفضل الطرق لتعزيز مناعتهم وحمايتهم من الأمراض المستقبلية.
طالع أيضًا