واصل الجيش الإسرائيلي اجتياحه على محافظات جنين وطوباس وطولكرم شمال الضفة الغربية، في ظل إجبار آلاف العائلات على النزوح من مناطق سكنهم، وتدمير البنية التحتية وتجريف الطرقات وتفجير وتدمير عشرات المنازل.
وأجبرت قوات الجيش الإسرائيلي مئات العائلات في مخيم الفارعة على النزوح قسرًا من منازلها إلى خارج المخيم تحت تهديد السلاح، وسط حصار محكم لليوم السابع على التوالي.
وللمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع، كان لنا ضمن برنامج "أول خبر" مداخلة مع الحارث حسني، صحفي ميداني في طوباس، والذي قال إن قوات الجيش الإسرائيلي أمهلت المواطنين حتى الساعة الثالثة من عصر أمس للخروج من منازلهم مع استمرار القوات في تدمير البنية التحتية.
وقال إن العدوان على طوباس الأغوار، والذي دخل يومه الثامن على التوالي، حيث تم الدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية من حاجز الحمراء باتجاه الفارعة.
نزوح إجباري لـ 2000 مواطن
وأضاف أن المخيم شهد ظهر أمس نزوح ما يزيد عن 2000 مواطن تحت تهديد السلاح باتجاه طوباس وطمون وعقابة، وهي عائلات تم إجبارها على الرحيل من منازلهم في المخيم بعد تفتيشهم وتصوريهم والتنكيل بهم.
وأكد أن العدوان المتواصل دفع بجرافات ثقيلة، بنيّة التخريب والدمار، الذي بدأ فعليا منذ اللحظات الأولى، مشيرًا إلى أنه بالتزامن مع هذا العدوان، فهناك عدوان مشابه على بلدة طمون.
وأضاف: "انسحبت القوات الإسرائيلية أمس بعد عدوان استمر 6 أيام تخلله الكثير من الدمار والتخريب للبنية التحتية وممتلكات المواطنين والطرق والشوارع وخطوط المياه الخاصة بري المزروعات، تبلغ حوالي 7 إلى 9 آلاف دونم في سهل عاطوف".
كما أشار إلى أن النازحين بمدينة طوباس، نالهم جزء من العدوان، حيث اقتحمت قوة عسكرية المدينة، وداهمت منزلين وأخذت قياسمها تمهيدًا لهدمهما، وهما للشهيدين الشقيقين أحمد ومحمد جمال دراغمة، كما تم الاعتداء على والد الشهيدين وتم نقله إلى المستشفى على إثر الاعتداء.
ووصف الصحفي الفلسطيني، الحالة الإنسانية في مخيم الفارعة بأنها "مأساوية"، وأنه بناء على الأوضاع قرر محافظ طوباس والأغوار بالتنسيق مع لجنة الطوارئ، فتح عدد من المدارس كمراكز إيواء.
كما قام عدد من فاعلي الخير في مدينة طوباس وقراها، بالإعلان عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمدينة، عن أنهم مستعدين لاستقبال العائلات التي أجبرت على النزوح.
ويرى حسني أن العمليات الأخيرة تُظهر أن الهدف من ورائها هو إفراغ المخيمات في الضفة، حيث أن الجيش يجبر مئات العائلات على المغادرة.