أجرت مجموعة من الباحثين في جامعة كاليفورنيا سان دييغو دراسة حديثة، كشفت كيف تتحول الخلايا الجذعية السليمة في الفم إلى خلايا سرطانية خلال المراحل المبكرة من المرض.
ونقل موقع ميديكال إكسبريس البريطاني نتائج الدراسة التي تساهم في فهم أفضل لآليات تطور سرطان الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة، والذي يشمل الفم، الحلق، الأنف، والجيوب الأنفية.
دور فيروس الورم الحليمي البشري في تطور سرطان الفم
تشير الدراسة إلى أن حوالي 30% من حالات سرطان الفم ترتبط بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).
ووجد الباحثون أن تنشيط بروتين YAP، المسؤول عن تحفيز نمو الخلايا الجذعية، بالتزامن مع جينات HPV، يؤدي إلى تحولات جزيئية وخلوية تعيد برمجة الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية.
تقنيات متقدمة لفهم التحولات الخلوية
اعتمد الباحثون على نماذج الفئران وتقنيات متطورة، مثل:
1- تتبع الخلايا عبر الزمن لفهم تطورها.
2- التحليل المتعدد الأوميكس لدراسة الجوانب الجينية والبيولوجية المرتبطة بالتحولات السرطانية.
3- هذه المنهجية منحت العلماء رؤية شاملة لكيفية تحول الخلايا من حالتها الطبيعية إلى السرطانية، مما يساعد في كشف المراحل المبكرة جدا لتطور الأورام.
تأثير تنشيط YAP مع جينات HPV على الخلايا
وجد الباحثون أن الجمع بين تنشيط YAP وجينات HPV أدى إلى:
1- تطور الخلايا السرطانية في غضون 10 أيام فقط.
2- فقدان هوية الخلايا الطبيعية، ما جعلها أكثر قدرة على الحركة والغزو.
3- تكاثر غير منضبط للخلايا السرطانية عبر تعزيز المسارات الجينية المرتبطة بنموها.
4- إفراز عوامل تضعف الجهاز المناعي، مما يساعد الخلايا السرطانية على الهروب من المناعة وغزو الأنسجة المحيطة.
البحث عن علاجات جديدة
يسعى الباحثون حاليًا لدراسة آلية تطور سرطانات الفم غير المرتبطة بفيروس HPV، والتي تعد أكثر شيوعًا بين المدخنين وكبار السن.
كما يتم استكشاف مثبطات YAP كعلاج محتمل، ومن بين العلاجات الواعدة الميتفورمين، وهو دواء شائع لعلاج السكري، قد يكون له تأثير مضاد للسرطان.
نشرت هذه الدراسة في مجلة Nature Communications، وتفتح آفاقًا جديدة لتطوير استراتيجيات وقائية وعلاجية أكثر فاعلية ضد سرطان الفم.
طالع أيضًا
