تتزايد المخاوف عالميًا بشأن العدوى المكتسبة في المستشفيات، والتي تؤدي إلى وفاة حوالي 90 ألف شخص سنويًا في الولايات المتحدة وحدها، كما تسجل أكثر من 3.5 مليون حالة إصابة في الاتحاد الأوروبي، مما يجعلها مشكلة صحية عالمية تستدعي حلولًا عاجلة.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن مقاومة المضادات الحيوية قد تشكل خطرًا يهدد حياة الملايين سنويًا بحلول عام 2050.
ففي دراسة حديثة نُشرت في دورية Frontiers in Microbiology، أجريت في مستشفى جامعي بجزيرة مايوركا الإسبانية، أكدت الباحثة الدكتورة مارغاريتا جوميلا وفريقها أن مصارف الأحواض في المستشفيات قد تكون بيئة خصبة لنمو البكتيريا، حتى مع اتباع بروتوكولات تنظيف متقدمة.
المصارف.. بؤرة خفية لنمو البكتيريا المقاومة
كشفت الدراسة أن مصارف الأحواض في المستشفيات تُعد مأوى للبكتيريا، حيث تنمو وتتكيف مع مرور الوقت، مما يجعل السيطرة عليها أمرًا صعبًا.
وصرّحت جوميلا قائلة: "هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية التحكم في نمو البكتيريا داخل المصارف لمنع تكاثر سلالات جديدة مقاومة للمضادات الحيوية، خاصة في الأماكن التي يصعب تعقيمها".
نتائج ميدانية مقلقة
أجريت الدراسة على خمسة أقسام مختلفة في المستشفى، شملت العناية المركزة، وقسم الأمراض العامة، ومختبر الميكروبيولوجيا، حيث تم جمع عينات من مصارف الأحواض بين فبراير 2022 وفبراير 2023. وأسفرت النتائج عن اكتشاف 67 نوعًا مختلفًا من البكتيريا، من بينها:
1- الزائفة الزنجارية: بكتيريا تُسبب التهابات رئوية خطيرة، خاصة لدى مرضى أجهزة التنفس.
2- بكتيريا تعفن الدم: تُشكل خطرًا كبيرًا على المرضى الذين يعانون من ضعف المناعة.
3- انتشار السلالات المقاومة للمضادات الحيوية
كشفت الدراسة أيضًا عن وجود سلالات مقاومة للمضادات الحيوية مثل كليبسيلا وإنتيروباكتر والزائفة الزنجارية، بالإضافة إلى اكتشاف جينات مقاومة مثل blaVIM في بعض عينات الزائفة الزنجارية، مما يزيد من القلق بشأن انتشار البكتيريا المقاومة وصعوبة مكافحتها.
الحلول الممكنة لمواجهة الخطر
استنادًا إلى هذه النتائج، أكدت الدراسة على ضرورة تطبيق بروتوكولات تنظيف صارمة بشكل مستمر في المستشفيات، خاصة في الأقسام المعزولة.
كما شددت على أهمية فهم مصادر البكتيريا وطرق انتقالها لضمان الحد من انتشارها والسيطرة عليها بشكل أكثر فعالية.
طالع أيضًا