أعلنت الخارجية المصرية، الثلاثاء، إرجاء القمة العربية الطارئة بشأن غزة التي كانت مقررة الأسبوع المقبل، إلى 4 مارس، معللة ذلك باستكمال "التحضير الموضوعي" لها.
وللحديث عن هذه القمة المرتقبة وما قد تحققه من توافق على طاولة البحث العربي، وإمكانية أن تخرج بصيغة متفق عليها أمام مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين من أجل إعادة إعمار غزة، كان لنا ضمن برنامج "أول خبر"، مداخلة مع البروفيسور محجوب الزويري، أستاذ سياسة الشرق الأوسط المعاصر بجامعة قطر.
يرى "الزويري" أن العرب لديهم مواقف علنية واضحة في هذه اللحظة، مشيرًا إلى أن سفير الإمارات في الولايات المتحدة قال إنه ليس هناك بدائل عن خطة ترامب، كما أشار إلى أن الدول الأخرى أعلنت رفضها القاطع للتهجير، وأن الحل البديل هو إبقاء السكان أثناء الإعمار.
7 مشاريع لـ "اليوم التالي"
وأكد أن المشكلة الحقيقية هي أن نتنياهو قدم 7 مشاريع منذ نوفمبر 2023 لما يسمى بـ "اليوم التالي" وهو "يوم لا يريد فيه حماس ولا السلطة الفلسطينية"، وما يزيد المشكلة سوءا من وجهة نظر "الزويري"، هي تشدد نتنياهو وتمسكه بتلك المشاريع حتى يؤثر على الأمريكيين.
وقال أستاذ سياسة الشرق الأوسط، إن أحد الحلول المطروحة التي قبِل بها العرب وحماس، هي تشكيل حكومة تكنوقراط من السلطة الفلسطينية، ولكن حتى هذا المشروع مرفوض من قبل نتنياهو.
حلول صفريّة
ويشير "الزويري" إلى أن نتنياهو يتعنت ويصر على "حلول صفرية"، وأن ما يجعله يفكر بهذه الطريقة هو وجود ترامب واعتقاده أن ترامب سيجبر الجميع على قبولها.
وشدد على أن التهجير لن يتحقق مهما فعلت إسرائيل، وأنه أمر لم يتحقق على مدار فترات سابقة، وفشلت فيه إسرائيل، مضيفًا "إسرائيل ربما تستطيع إبادة الناس في غزة لكن الاحتمال صفر أن تقبل الدول العربية بما سيهدد أمنها".
تعنُّت عسكري مصري
وأضاف أنه بالنسبة لمصر فهناك مؤسسة عسكرية صارمة في عدم قبول التهجير في مصر "ليس حبا للفلسطينيين ولكن لاعتباراتها الداخلية"، وأنه رغم كل الإملاءات الأمريكية لكن "المؤسسة العسكرية المصرية متعنتة والرئيس لم يجرؤ أن يذهب لأمريكا ليتحدث بالموضوع"، على حد قوله.
ولفت إلى أن عدم وجود موقف عربي موحد أمام مقترح التهجير حتى الآن هو "ضعف"، مضيفًا: "لكي تكون قويا في اللحظات الضرورية يجب أن تكون مستعدًا ولا يوجد استعداد ولا مواقف حازمة على الأقل ضد التطرف الإسرائيلي في السنوات الـ 20 الماضية".