كشفت دراسة حديثة عن فوائد الصيام في رمضان بالنسبة لمرضى الصرع، حيث أظهرت النتائج أن الصيام قد يساهم بشكل ملحوظ في تقليل تواتر نوبات الصرع لدى المسلمين الذين يعانون من هذا المرض.
خاصة أولئك الذين يعانون من نوبات الصرع البؤرية، الغيابية، والارتجاجية العضلية، في هذا التقرير، نستعرض تفاصيل الدراسة وأثر الصيام على مرضى الصرع
الصيام وتأثيره على نوبات الصرع
تحسن ملحوظ في تواتر النوبات: أظهرت الدراسة المنشورة في "دورية علم الأعصاب التغذوي" أن الصيام خلال شهر رمضان أدى إلى تقليل تواتر نوبات الصرع بشكل ملحوظ.
وقد لوحظ انخفاض كبير في النوبات البؤرية، الغيابية، والارتجاجية العضلية لدى المرضى الذين شاركوا في الدراسة.
دراسة شملت أكثر من 300 مريض: الدراسة شملت أكثر من 300 شخص يعانون من الصرع، تتراوح أعمارهم بين 12 عامًا وما فوق، وتمت متابعتهم لمدة ثلاثة أشهر شملت شهر رمضان والشهرين السابق واللاحق له.
تحديات الصيام وتأثيرها على النوبات
تأثير قلة النوم والإجهاد: على الرغم من النتائج الإيجابية، واجه فريق الدكتورة رحاب مجدي معضلة في تقييم تأثير الصيام بسبب بعض جوانب الصيام مثل قلة النوم والإجهاد البدني، التي قد تؤدي إلى زيادة النوبات.
ومع ذلك، كان هناك اعتقاد بأن الصيام قد يكون له تأثير مشابه للعلاج بنظام الكيتو الذي يعتمد على تقييد الكربوهيدرات وزيادة الدهون.
وأظهرت النتائج انخفاضًا ملحوظًا في تواتر النوبات، حيث شهد 40% من المرضى الذين يعانون من النوبات البؤرية والارتجاجية العضلية، و60% من مرضى النوبات الغيابية، انخفاضًا في تواتر النوبات بنسبة 50% على الأقل. هذه النتائج استمرت بعد شهر رمضان.
التأثير على النوبات التوترية الارتجاجية العامة: لم يكن للصيام تأثير إيجابي على نوبات الصرع التوترية الارتجاجية العامة، ربما بسبب قلة النوم التي يواجهها المرضى خلال الشهر الكريم.
النصائح الطبية قبل رمضان: قبل شهرين أو ثلاثة من رمضان لضبط العلاج وتناول كميات كافية من الماء قبل بدء الصيام.
كما تشير إلى أن المرضى الذين يعانون من النوبات البؤرية والارتجاجية العضلية قد يشجعون على الصيام، بينما يجب على المرضى المصابين بالصرع المقاوم للأدوية تجنب الصيام.
الصيام وعلاقته بالعلاج الغذائي
العلاج الغذائي الكيتوني: من المعروف أن النظام الغذائي الكيتوني، الذي يعتمد على تقليل الكربوهيدرات وزيادة الدهون، يُستخدم منذ أكثر من 100 عام لعلاج بعض حالات الصرع.
وأكدت ماكنزي سيرفينكا، مديرة مركز الحمية الغذائية للصرع في جامعة جونز هوبكنز، أن الصيام المتقطع، الذي يشبه صيام رمضان، قد يكون له تأثير مشابه في بعض الحالات.
وتعد هذه الدراسة خطوة هامة في فهم تأثير الصيام على مرضى الصرع، حيث تظهر النتائج أن الصيام قد يكون له تأثير إيجابي في تقليل نوبات الصرع، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من أنواع معينة من النوبات.
ومع ذلك، يُنصح دائمًا بالتشاور مع الطبيب قبل اتخاذ قرار بالصيام.
طالع أيضًا
