أكدت حركة حماس، صباح اليوم الأربعاء، أنها لم تغلق باب التفاوض مع إسرائيل، التي استأنفت فجر الثلاثاء هجماتها بعنف على قطاع غزة.
وطالبت حماس، الوسطاء والمجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بوقف الحرب، وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والبدء بالمرحلة الثانية من الهدنة، التي بدأت في يناير، فهل تنجح جهود الوسطاء في العودة للتفاوض؟
للإجابة عن هذا السؤال، وتحليل الموقف الحالي، كان لنا ضمن برنامج "يوم جديد" مداخلة مع زاهر الكاشف، مدير قناة مساواة في قطاع غزة.
وقال الكاشف إن ما نتج عن سعي الوسطاء خلال آخر 24 ساعة هو تصريحات خرجت من مسؤولين مصريين بأن موافقة واشنطن على الضربة الجوية التي طالت قطاع غزة هي موافقة على حرب أو ضغط على حماس للذهاب للمفاوضات بالشروط الإسرائيلية الأمريكية.
وأضاف أن الولايات منحت إسرائيل شرعية لهذا الهجوم، لكنها تصر على أن باب التفاوض لم يُغلق بعد، ولكنه جزء من الضغط على حماس، وهو ما أكده بيان لحماس بأنها لم تغلق باب التفاوض وأنها تنتظر قيام الوسطاء بدورهم الفاعل لإنهاء هذه الحرب.
وأشار الكاشف إلى أن حماس لم ترد على الهجوم، ولم تطلق صواريخ أو تواجه بأي من طرق المقاومة المعتمدة لديها، بينما في المقابل إسرائيل صعّدت بشكل كبير.
ولفت إلى أنه منذ صباح اليوم والطيران الإسرائيلي يرمي منشورات للسكان، لإخلاء منطقة خزاعة، وكذلك في بيت حانون، ودعت هذه المنشورات المواطنين لترك بيت حانون والاتجاه لقلب مدينة غزة.
وأضاف أن الدبابات المنتشرة على طول خط محور فيلادلفيا والخط الشرقي للقطاع، بشكل يدعو إلى أن هناك تحرك بري في الساعات أو الأيام القليلة القادمة.
ويرى الكاشف أن إسرائيل تريد إجبار المقاومة على إطلاق سراح المحتجزين دون أن تقدم أي ضمانات لوقف الحرب أو لانسحابات إسرائيلية منظورة في المستقبل القريب، وإنما تريد تحقيق ذلك مقابل فقط إدخال مساعدات لا تُغني ولا تساعد الشعب الفلسطيني على الخروج من سلاح الجوع أو تعوضه عن حالة الدمار الكبيرة الموجودة في القطاع.
وكان الجيش الإسرائيلي، قد أصدر، اليوم الأربعاء، أوامر بإخلاء مناطق شمال وجنوب قطاع غزة، واصفًا إياها بـ"مناطق قتال خطيرة"، وذلك بعد استئناف الحرب وشن غارات أسفرت عن ارتقاء مئات الفلسطينيين.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة "إكس" أن سكان بيت حانون وخربة خزاعة وعبسان الكبيرة والجديدة مطالبون بمغادرة منازلهم فورًا والتوجه إلى الملاجئ غرب غزة وخان يونس حفاظًا على سلامتهم.
وشنت إسرائيل، فجر الثلاثاء، ضربات هي الأعنف منذ سريان الهدنة في 19 يناير، مما أدى إلى مقتل أكثر من 400 فلسطيني وفق وزارة الصحة في غزة.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن هذه الضربات "مجرد بداية"، معتبرًا أن الضغط العسكري ضروري لضمان عودة الرهائن المحتجزين لدى حماس.
في المقابل، اعتبر القيادي في حماس سامي أبو زهري أن إسرائيل تحاول "فرض اتفاق استسلام"، متهمًا الولايات المتحدة بالشراكة في التصعيد، بينما تستمر التوترات وسط مخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع.