أكدت الباحثة النفسية أسرار كيال، في برنامج "بيت العيلة" المذاع على راديو الشمس، أن تأثير النكبة على المجتمع الفلسطيني في أراضي الـ 48 لا يقتصر فقط على كونها حدثًا تاريخيًا، بل هو صدمة ممتدة تتجذر في الوجدان الجماعي، وتنعكس على السلوكيات الاجتماعية والنفسية للأفراد.
وتشير كيال إلى أن الدراسات النفسية الحديثة تؤكد أن الأحداث الصادمة، وخاصة تلك ذات الطابع الاستعماري القمعي، تترك أثرًا طويل الأمد، ليس فقط على مستوى الفرد، وإنما على المستوى الجمعي أيضًا، ما يجعل الذكرى أكثر من مجرد مناسبة سنوية.
وتوضح الباحثة أن المجتمع الفلسطيني في الداخل يعاني من آثار الصدمة النفسية نتيجة للأحداث التاريخية المؤلمة، مثل التهجير القسري، فقدان الهوية الثقافية، والاستمرار في مواجهة سياسات الإقصاء والتهميش.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وترى أن هذه الصدمة تؤثر على أنماط السلوك والهوية، حيث يسود المجتمع توجهات متطرفة بين الميل إلى الاستهلاك المفرط والمظاهر المادية، وبين التشبث العميق بالجذور والتراث، كمحاولة للحفاظ على الهوية في وجه محاولات الطمس.
وعن كيفية إحياء ذكرى النكبة، تشير كيال إلى أن إحياء هذه الذكرى لا يقتصر فقط على الفعاليات الرسمية، بل يجب أن يشمل تعزيز الوعي الثقافي والتاريخي للأجيال الجديدة، وربط الماضي بالحاضر من خلال التوثيق، والأنشطة الجماعية التي تعيد سرد الرواية الفلسطينية.
وتؤكد أن الذكرى يجب أن تكون مناسبة لإعادة التأكيد على الحق الفلسطيني، وليس فقط للحزن، بل لإعادة استكشاف سبل الصمود والتمسك بالأرض والهوية.
وتختتم الباحثة حديثها بالتأكيد على أن فهم تأثيرات النكبة النفسية والاجتماعية هو المفتاح لتعزيز التماسك المجتمعي، والتعامل مع الإرث الصادم بطريقة تدعم الأجيال القادمة، بحيث لا تبقى مجرد ذكرى، بل دافعًا لمواصلة النضال من أجل الحقوق والوجود.
طالع أيضًا: