تصريحات متبادلة بين د. منصور عباس وأمجد شبيطة: دعوات للوحدة السياسية وتحذيرات من التشويه والانقسام.
أكد د. منصور عباس، رئيس القائمة العربية الموحدة،أن موقفه المدافع عن النائب أيمن عودة، وحقه الديمقراطي في البقاء بالكنيست كان موجهاً بالأساس للمجتمع الإسرائيلي والمعارضة، مشدداً على رفضه لأي محاولة لإقالة عودة أو التصويت ضد بقائه.
اتهامات بالتخوين والتشهير وردود مليئة بالحقد والكراهية
وقال د.عباس، في تصريحات مطولة لبرنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، إن بيانه الأخير جاء رداً على حملة منظمة من قيادات وكوادر الجبهة شملت اتهامات بالتخوين والتشهير بحقه، معتبراً أن هذه الحملة لم تكن مبررة حتى لو افترض وجود خطأ في تصريحاته، وأن الرد كان مبالغاً فيه وملئاً بالحقد والكراهية.
وأشار إلى أن الجبهة استغلت اللحظة للهجوم عليه وعلى القائمة الموحدة، رغم أنه كان يدافع عن زميلهم في الكنيست أيمن عودة، مضيفاً أن ما حدث لا يعكس نية صادقة لدى الجبهة للتعاون مع الموحدة أو لتشكيل قائمة واحدة أو قائمتين باتفاق سياسي.
وانتقد عباس ما اعتبره "غياب أي موقف داعم من نواب الجبهة أو أيمن عودة لصالح القائمة الموحدة في مواجهة التحريض والتشويه من اليمين المتطرف"، متسائلاً عن سبب هذا الصمت رغم الدعم الكبير الذي قدمته الموحدة لعودة مؤخراً.
اليد ممدودة لتوحيد البيت السياسي العربي
وناشد القيادات العربية اختيار كلماتهم عند مخاطبة المجتمع الإسرائيلي، حتى لا يمنحوا ذريعة لزيادة العنصرية والتحريض ضد المجتمع العربي.
كما شدد على أن يد الموحدة ما زالت ممدودة للجبهة والتجمع والتغيير من أجل ترتيب البيت السياسي العربي، سواء عبر تشكيل قائمة واحدة أو قائمتين باتفاق وتنسيق، مؤكداً أن الهدف الأساسي هو "خدمة المجتمع العربي وإسقاط حكومة اليمين الفاشلة بقيادة نتنياهو وسموتريتش".
ولفت إلى أن الواقعية السياسية تفرض أحياناً خطوات مرنة دون التنازل عن الثوابت، وأن القائمة الموحدة تسعى لتكون قوة مؤثرة في الساحة السياسية الإسرائيلية، وليس مجرد لاعب هامشي.
عباس يدعو الجبهة لمراجعة موقفها من تشكيل قائمتين
واختتم عباس حديثه بدعوة الجبهة إلى مراجعة موقفها الرسمي من تشكيل قائمتين، مؤكداً أن الأغلبية الساحقة من المجتمع العربي تؤيد النهج السياسي للموحدة، وأن الفرصة ما زالت قائمة لتشكيل قائمة مشتركة أو قائمتين بتعاون وتنسيق حقيقيين.
من جانبه، أكد أمجد شبيطة، سكرتير الجبهة العربية الموحدة، أن الانتقادات الأخيرة جاءت بدافع الحرص الحقيقي على استمرار التواصل مع القائمة الموحدة، مشدداً على أن الهدف هو تحقيق تطلعات الشعب في شراكة سياسية قائمة على تفاهمات واضحة.
شبيطة: نرفض أي هجوم شخصي أو إساءة
وأوضح شبيطة، في مداخلته لبرنامج "أول خبر"، أن الرد على الانتقادات لم يكن بهدف التصعيد، بل رغبة في منع تكرار الأخطاء مستقبلاً، معبراً عن رفضه لأي هجوم شخصي أو إساءة في الحوار السياسي.
وشدد على أن الجبهة اتخذت قراراً واضحاً بالتركيز على الحوار السياسي ومناقشة تصريحات منصور عباس بشكل مسؤول، دون الانجرار وراء ما يكتبه الأفراد على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى أن موقف القائمة الموحدة من قضية الإقصاء كان محل تقدير، خاصة موقف رئيس الكتلة وليد طه سواء في الكنيست أو أمام رؤساء الكتل المعارضة.
تصريحات غير موفقة
وانتقد شبيطة تصريحات منصور عباس التي صدرت عن منصة يمينية متطرفة، معتبراً أن هذه التصريحات غير موفقة، خاصة عندما تتعلق بشرعنة إقصاء النائب أيمن عودة.
وأكد أن لبيد وأعضاء الكنيست من المعارضة الذين يدعمون إقصاء عودة غير مرحب بهم في المجتمع العربي، معبراً عن استغرابه من منح الشرعية لهذا الإقصاء من قبل رئيس قائمة عربية.
الباب لم يُغلق أمام الحوار
ورغم الأجواء المشحونة، أكد شبيطة أن الباب لم يغلق أمام الحوار مع القائمة الموحدة، وأن الجبهة مستعدة لمواصلة الحوار حتى تحقيق تفاهمات سياسية تليق بتطلعات الشعب وتواجه التحديات الراهنة.
وأشار إلى أن التصريحات الأخيرة جاءت في سياق غير مسؤول، لكنها لن تمنع استمرار التواصل مع الموحدة أو غيرها من القوى السياسية.
الموحدة: هناك خيارين للنقاش مع الموحدة
وأوضح شبيطة أن النقاش مع الموحدة يدور حول خيارين: إما قائمة مشتركة تقوم على تفاهمات سياسية حقيقية، أو قائمتان ترتبطان بفائض أصوات وميثاق شرف وحملات انتخابية إيجابية.
وأكد أن الجبهة مصرة على اتخاذ كل الخطوات اللازمة لمنع الانزلاق إلى خطاب منفر للجمهور، معتبراً أن ما حدث على شبكات التواصل الاجتماعي كان مشهداً غير مسؤول من جميع الأطراف.
وفي ختام تصريحاته، وجه شبيطة رسالة إلى كوادر الجبهة والموحدة والجمهور الواسع، داعياً إلى إدارة النقاشات السياسية بمسؤولية وابتعاد عن التجريح الشخصي والاتهامات، مؤكداً أن الشعب العربي يستحق قيادة موحدة وقادرة على مواجهة التحديات بروح الشراكة والتفاهم.