شهدت الضفة الغربية، صباح اليوم الخميس، تصعيدًا جديدًا في مشاهد العنف المتصاعدة، حيث أعلنت هيئة البث الإسرائيلية عن مقتل مستوطِنة إسرائيلية متأثرة بجراحها الخطيرة، وإصابة آخر بجروح وُصفت بالخطيرة، في عملية إطلاق نار قرب مستوطنة بروخين غرب محافظة سلفيت.
ووفقًا للمعلومات الأولية، أطلق مسلح النار من مركبة مارة على سيارة كان يستقلها المستوطنان على شارع 446 الرابط بين مستوطنتي بروخين وبدوئيل.
هجوم سريع ومدروس
جاء الهجوم سريعًا ومدروسًا، حيث انسحب المنفذ فورًا من المكان، ما يشير إلى تخطيط مسبق، وأثار شكوكًا حول احتمال تنفيذ العملية من قبل أكثر من شخص.
ووصفت الطواقم الطبية الإسرائيلية المشهد بالمروع، حيث وُجدت المرأة المصابة داخل السيارة فاقدة للوعي، وقد أُصيبت بعدة أعيرة نارية، فيما كان الرجل المصاب يحاول وقف نزيفها وسط حالة من الذهول.
نقل امرأة في حالة حرجة إلى مستشفى بلينسون
وقال أحد المسعفين: "كانت المركبة متوقفة على جانب الطريق، وعليها آثار كثيفة لإطلاق نار، قدّمنا العلاج الفوري ونقلنا المرأة في حالة حرجة إلى مستشفى بلينسون".
ولاحقا، أفاد مستشفى "بلينسون" بأن حالة المصاب تحسنت وباتت تعتبر طفيفة، وهو يتلقى العلاج في مركز الصدمات التابع للمستشفى.
عقب العملية، فرض الجيش الإسرائيلي طوقًا أمنيًا مشددًا على القرى الفلسطينية المحيطة، وأُغلقت مداخل بروخين وبدوئيل، بالإضافة إلى إغلاق مقطع من شارع 446 في كلا الاتجاهين.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
طائرات مروحية ومسيرة تبحث عن المنفذ
كما شاركت طائرات مروحية ومسيرة في عمليات التمشيط، واقتحمت قوات الجيش بلدتي حارس وبروقين، مع إغلاق المحال التجارية وتفتيش شامل للمنازل.
ووفقًا للتقارير الإسرائيلية، دفع الجيش بوحدات خاصة إلى المنطقة، من بينها "شلداغ" والكوماندوز والمظليين، إلى جانب وحدة الاستجابة السريعة التابعة للواء "أفرايم".
كما استخدمت طائرة استطلاع من طراز "زيك" لتتبع المنفذين جوًا.
جلسة تقييم عاجلة
من جانبه، عقد قائد المنطقة الوسطى في الجيش وقائد فرقة الضفة جلسة تقييم عاجلة، في ظل تزايد العمليات المشابهة مؤخرًا.
وذكرت إذاعة الجيش أن هذه رابع عملية تُنفذ بنفس الأسلوب خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، لكنها الأولى التي تُسفر عن قتلى وجرحى.
ونفذت عمليات سابقة بنفس الطريقة، إطلاق نار ليلي من مسافة بعيدة، يفر المنفذ بعدها دون أن يترك أثرًا، غير أن هذه المرة، كانت النتيجة دامية.
حماس تصف العملية بالبطولية
وفي أول رد فعل فلسطيني، أعلن الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن العملية بطولية وتأتي ردًا على جرائم إسرائيل، داعيًا إلى تصعيد المقاومة في الضفة الغربية دعمًا لغزة والدفاع عن الأقصى.
يُذكر أن هذا التصريح يأتي بعد ساعات من تقارير إسرائيلية تحدثت عن مقتل "أبو عبيدة" في غارة على مستشفى خانيونس، لكن الجيش الإسرائيلي نفى لاحقًا إصابته أو وجوده في الموقع.
نتنياهو يصف العملية بالمروعة
من جانبه، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، العملية بـ"المروعة"، مؤكدًا أنها استهدفت امرأة حامل وزوجها في طريقهما إلى المستشفى، متوعدًا بمحاسبة المسؤولين عن الجريمة ومن دعمهم.
أما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، فذهب أبعد من ذلك، قائلًا: "حق المستوطنين في الحياة يفوق حق الفلسطينيين في التنقل"، مطالبًا بإعادة جميع الحواجز العسكرية فورًا وسن قانون الإعدام للأسرى الأمنيين.
وتابع بن غفير: "الحديث الفارغ عن نسيج الحياة المشترك من جانب أجهزة الأمن يكلّفنا دماء يهودية، مطالبًا رئيس الحكومة بإصدار تعليماته للجيش لإعادة جميع الحواجز العسكرية بشكل فوري ودائم، والوفاء بالتزامه بدفع تشريع قانون الإعدام للأسرى الأمنيين".
تآكل الردع الإسرائيلي في الضفة
يُنظر إلى هذه العملية كدليل إضافي على تآكل الردع الإسرائيلي في الضفة الغربية، خاصة في ظل تصاعد العمليات النوعية.
كما أن استخدام سلاح طويل المدى من مركبة متحركة يعكس تطورًا في قدرات المنفذين.
اقرأ أيضا
إصابتان إحداهما خطيرة في حادث تصادم بين دراجتين كهربائيتين بمفرق الطيبة
