الحرب على غزة| غارات مكثفة ونتنياهو يعرقل المفاوضات ويتمسك بالتهجير

تواصلت الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة، مما أدى إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في ظل الحصار الخانق المفروض على السكان.

وتفاقمت الأزمة مع استمرار منع دخول الوقود، وشح المساعدات الإنسانية، مما تسبب في انهيار شبه تام للمنظومة الصحية، وخروج مستشفيات رئيسية عن الخدمة.

ومع استمرار التصعيد، ارتفعت أعداد الضحايا إلى مستويات غير مسبوقة منذ بدء الحرب، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية متفاقمة تهدد حياة الآلاف.

وفي ظل التصعيد العسكري المستمر، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن استعداده لقبول وقف مؤقت لإطلاق النار، لكنه ربط ذلك بشرط استعادة المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.

غير أن نتنياهو عاد ليؤكد أن إسرائيل ستواصل الحرب حتى تحقيق جميع أهدافها، مما يعكس تناقضًا واضحًا بين تصريحاته وبين الواقع الميداني، الذي يشهد تصعيدًا غير مسبوق في الضربات الجوية والبرية.

وتتزامن هذه التصريحات مع موجة دمار واسع النطاق في قطاع غزة، حيث تتواصل الغارات العنيفة التي أدت إلى مجازر طاولت عائلات بأكملها، لا سيما في شمال القطاع ومدينة خانيونس.

ومع استمرار القصف، تتزايد المخاوف من تفاقم الكارثة الإنسانية، وسط دعوات دولية لوقف العمليات العسكرية وإنهاء الحصار المفروض على السكان.

وميدانيًا، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن ألوية عسكرية جديدة تم الدفع بها خلال الساعات الماضية إلى عمق قطاع غزة، ضمن مساعي توسيع العملية البرية وتعزيز سيطرة الجيش الإسرائيلي على المزيد من المناطق.

ويبدو أن هذه التحركات تأتي في إطار خطة تهدف إلى إعادة احتلال القطاع تدريجيًا وفرض واقع ديمغرافي جديد بالقوة، وسط مقاومة شرسة من الفصائل الفلسطينية المسلحة التي تواصل التصدي لهذه الهجمات.

ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام

وبالتزامن مع التصعيد العسكري، تتفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق، حيث أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن عدد الوفيات الناتجة عن التجويع المباشر ونقص الغذاء والدواء تجاوز 300 حالة منذ فرض الحصار الكامل.

وتشير الإحصاءات إلى وفاة 58 شخصًا بسبب سوء التغذية، فيما لقي 242 آخرون حتفهم بسبب نقص العلاج.

بالإضافة إلى ذلك، سُجلت 300 حالة إجهاض بين النساء الحوامل خلال 80 يومًا فقط، في ظل انهيار المنظومة الصحية ونفاد الوقود الذي أدى إلى توقف الخدمات الطبية، مما يترك المرضى، خصوصًا مرضى الكلى والأطفال، أمام مصير مجهول دون إمكانية تلقي الرعاية اللازمة.

87 شاحنة مساعدات دخلت غزة حتى الآن

أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن 87 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية دخلت إلى القطاع حتى مساء الأربعاء، موضحًا أن الشاحنات "خُصصت لمؤسسات دولية وأهلية"، دون أن تُوزّع مباشرة على السكان.

واشتكت منظمات إنسانية سابقًا من محدودية المساعدات مقارنة بالحاجة الفعلية في ظل الحصار وتدمير البنية التحتية الصحية والخدمية.

غارة إسرائيلية شرقي خانيونس

شنّت طائرات الجيش الإسرائيلي، قبل قليل، غارة جوية استهدفت شرقي بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة. ولم ترد بعد تفاصيل عن طبيعة الموقع المستهدف أو الخسائر.

غارة إسرائيلية تستهدف مدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة

قصفت طائرات الجيش الإسرائيلي مدرسة النصر التي تؤوي نازحين في شارع النصر غربي مدينة غزة، وسط أنباء عن وقوع إصابات بين المدنيين. وهذه المدرسة واحد من عشرات المرافق التعليمية التابعة للأونروا التي حُوِّلَت إلى مراكز إيواء منذ بدء الهجوم.

حماس: نتنياهو يسعى لإفشال المفاوضات وتنفيذ التهجير

قالت حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" في بيان صحافي إن تأكيد رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن أي اتفاق على وقف مؤقت لإطلاق النار سيتبعه استئناف للحرب "وصولًا إلى تنفيذ التهجير"، هو "إصرار على إحباط المسار التفاوضي وتدمير فرص الإفراج عن الأسرى".

وأضاف البيان أن حديث نتنياهو عن خطة ترمب للتهجير "يضع واشنطن أمام مسؤولية توضيح موقفها من جريمة التهجير القسري تحت وطأة الإبادة".

طالع أيضًا:

الحرب على غزة|كارثة صحية وخروج المستشفيات عن الخدمة وارتفاع حصيلة الضحايا