كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، اليوم الأحد، عن تحذيرات أطلقتها مصادر أمنية رفيعة المستوى بشأن محاولة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، استخدام جهاز الأمن العام "الشاباك" كأداة لتوفير غطاء أمني يمكّنه من تأجيل جلسات محاكمته الجارية بتهم الفساد، في وقت تعيش فيه إسرائيل أزمات سياسية وأمنية متفاقمة.
وتأتي هذه المخاوف على خلفية تعيين دافيد زيني رئيسًا جديدًا لجهاز الشاباك، في خطوة وصفت بـ"المفاجئة والمثيرة للجدل"، لا سيما أن القرار جاء بعد يوم واحد فقط من صدور حكم قضائي ببطلان إقالة الرئيس الحالي للجهاز، رونين بار، بحجة تضارب المصالح.
تعيين رئيس الشاباك تجاهل تحذيرات المستشارة القضائية للحكومة
كما تجاهل التعيين تحذيرات المستشارة القضائية للحكومة من تدخل نتنياهو في شؤون الجهاز الأمني.
ووفقًا للتقرير، فإن نتنياهو خلال جلسات سابقة لمحاكمته مارس ضغوطًا على أجهزة الأمن لإصدار تقييمات تزعم وجود تهديدات أمنية على حياته عند حضوره للمحكمة، ما أسفر عن تأجيل أو تقليص شهاداته.
وتخشى المصادر من أن الشاباك بات "في وضع مناسب" لتكرار هذه الذرائع، مع تعيين زيني المعروف بولائه لنهج نتنياهو.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
تعيين دون إجراء مقابلة رسمية مسبقة
وأكدت مصادر حكومية وأمنية أن التعيين تم بدون إجراء مقابلة رسمية مسبقة، حيث دام اللقاء بين نتنياهو وزيني "لدقائق معدودة داخل مركبة"، في حين لم يتم إبلاغ رئيس الأركان إيال زامير إلا قبل لحظات من إعلان القرار، ما أثار استياء المؤسسة العسكرية.
ويُشار إلى أن زيني لا يمتلك خبرة استخباراتية واسعة، وتبنّى مواقف متشددة خلال الحرب على غزة، معلنًا رفضه لصفقات تبادل الأسرى بقوله: "هذه حرب أبدية".
كما نشر نتنياهو تقريرًا أعدّه زيني ينتقد فيه ضعف جاهزية فرقة غزة، متجاهلًا الانتقادات التي وجهها التقرير لسياسات الحكومة نفسها.
لم تُحسم شرعية التعيين
في المقابل، لم تُحسم بعد شرعية التعيين، في ظل عدم مصادقة لجنة تعيين كبار المسؤولين عليه، ووسط توقعات بتقديم التماسات قانونية قد تعرقل تثبيت زيني في منصبه.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثل تصعيدًا جديدًا من قبل نتنياهو، قد تكون له تداعيات أمنية وسياسية داخلية وخارجية، خصوصًا مع تصاعد التوتر مع إيران.
اقرأ أيضا