في عصر تتسارع فيه الابتكارات التكنولوجية، ظهرت مصطلحات جديدة تعكس تأثير هذه التقنيات على حياتنا، ومن بينها مصطلح "البلوغ الأزرق"، الذي يصف المرحلة التي يبدأ فيها الأفراد، خصوصًا المراهقون، في التفاعل المكثف مع التكنولوجيا والإنترنت.
يشير مصطلح "البلوغ الأزرق" إلى فترة مميزة في حياة الشباب تتسم بتغيرات في السلوك والعادات، مثل:
1- زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي
2- الاعتماد المتزايد على الأجهزة الذكية في الحياة اليومية
هذه المرحلة تمثل تحولًا رقميًا يؤثر على أنماط الحياة والتواصل الاجتماعي.
التأثيرات الصحية والنفسية لـ"البلوغ الأزرق"
تشير الدراسات إلى أن التفاعل المفرط مع التكنولوجيا يحمل آثارًا سلبية على الصحة النفسية، خاصة لدى المراهقين، منها:
1- القلق والاكتئاب
2- العزلة الاجتماعية
3- تدني تقدير الذات
ففي دراسة نشرت عام 2018 في مجلة علم النفس الاجتماعي والسريري، وُجد أن تقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلى 30 دقيقة يوميًا يقلل من مستويات القلق والاكتئاب، إذ أن التصفح المستمر يعزز المقارنات الاجتماعية ويثير مشاعر عدم الكفاية.
تأثير الضوء الأزرق على النوم وجودة الحياة
تُبيّن دراسة أخرى في مجلة "سليب هيلث" أن استخدام الهواتف أو الشاشات قبل النوم يؤثر على جودة النوم، بسبب الضوء الأزرق الذي يعطل إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن النعاس، مما يؤدي إلى اضطرابات النوم وتغيرات مزاجية.
التواصل الرقمي وتأثيره على التقدير الذاتي والشعور بالوحدة
وجدت دراسة جامعة بنسلفانيا ارتباطًا بين كثافة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتدني تقدير الذات، إضافة إلى زيادة مشاعر الوحدة.
ويُعزى ذلك إلى التفاعل مع محتوى "منمق" يظهر حياة الآخرين بشكل مثالي، مما يخلق شعورًا بالنقص وعدم الرضا.
التركيز والدماغ في عصر التبديل المستمر بين التطبيقات
في عام 2020، كشفت دراسة نشرتها مجلة نيتشر كوميونيكيشنز أن التنقل السريع والمتكرر بين التطبيقات والأجهزة الذكية يقلل من قدرة الدماغ على التركيز لفترات طويلة، بسبب الاعتياد على الاستجابة الفورية والتفاعل السريع دون التفكير المعمق.
الاستخدام المكثف لوسائل التواصل والشعور بالوحدة
على عكس الاعتقاد السائد، توصلت دراسة جامعة بيتسبرغ عام 2017 إلى أن الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي قد يزيد من الشعور بالوحدة، إذ أن العلاقات الرقمية لا تحل محل التفاعل الإنساني المباشر.
أهمية التوازن بين التكنولوجيا والحياة اليومية
تتفق الدراسات على ضرورة تحقيق توازن صحي بين استخدام التكنولوجيا والحياة الواقعية، ويشمل ذلك:
1- تحديد أوقات محددة لاستخدام الأجهزة الذكية
2- تشجيع الأنشطة البدنية
3- تعزيز التواصل الحقيقي مع الآخرين
كما يلعب دور الأسرة والمربين دورًا محوريًا في توجيه الأطفال والمراهقين نحو الاستخدام الإيجابي للتكنولوجيا، مع مراقبة المحتوى لضمان الاستفادة من مزايا العالم الرقمي دون الوقوع في مخاطره النفسية والسلوكية.
طالع أيضًا
