في ظل تصاعد حوادث المراهقين المرتبطة بتحديات خطيرة على منصات التواصل الاجتماعي، كان آخرها وفاة مراهقة أمريكية نتيجة استنشاق مادة كيماوية ضمن "تحدٍ في تيك توك"، يصبح لزامًا علينا كمجتمع، وأخصائيين، وأهل، أن نعيد النظر بجدية في كيفية حماية أبنائنا وبناتنا من مخاطر الإنترنت الخفية.
المراهقون بين وهم الشهرة والحقيقة المؤلمة
قال الدكتور أمجد موسى، أخصائي نفسي مختص في الصدمة النفسية، في برنامج "بيت العيلة" المذاع عبر راديو الشمس، إن وسائل التواصل الاجتماعي لا تكف عن تغذية شغف الإثارة واللافت، وهو ما ينسجم للأسف مع السمات الطبيعية للمراهقين في هذه المرحلة العمرية—كالاندفاع، والرغبة بالتميز، وحب الشهرة، ولكن، حين تتحول هذه المنصات إلى مسارح للمجازفة بالحياة، نقف عند مفترق طرق يتطلب التدخل العاجل.
ضغط الأقران وتأثير الأصدقاء
المراهقون لا يتأثرون فقط بالمحتوى، بل أيضًا ببعضهم البعض. في كثير من الأحيان، يمتنع مراهق عن إبلاغ الأهل عن تصرفات خطيرة لصديقه، خوفًا من أن يُنظر إليه على أنه "واشي" أو "الفسّاد"، وهنا، تظهر قوة ضغط الأقران، التي قد تودي بحياة أبرياء كما حدث في حادثة ريشون لتسيون، حين قُتل أحد الفتيان بسلاح والده الذي كان بحوزة صديقه.
دور الأهل: الإصغاء قبل اللوم
لا يجب أن يكون دور الأهل رقابيًا فحسب، بل داعمًا واحتوائيًا. المطلوب هو إنشاء مساحة حوارية آمنة، تُشعر الأبناء أن بإمكانهم مشاركة ما يمرون به دون خوف من العقوبة أو الحكم. الكلمات التي يقولها الأبناء في لحظات عابرة قد تكون مؤشرات على ألم أو خطر أكبر، فقط إن انتبهنا لها.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
كيف نحمي أبناءنا؟
- لا تستهينوا بأي تحدٍ ينتشر على المنصات. اسألوا عنه وتحدثوا فيه.
- ادعموا أبناءكم ليكونوا "الصوت العاقل" بين أصدقائهم.
- راقبوا التغيرات السلوكية، فهي غالبًا مؤشرات صامتة.
- تذكروا أن بناء الثقة يبدأ من منحها، لا من فرضها.
وإن مسؤولية حماية أبنائنا من مخاطر العصر الرقمي جماعية، تبدأ من البيت، وتمر بالمدرسة، وتستمر في المجتمع بأسره. لا يمكننا حجب العالم عنهم، ولكن يمكننا منحهم أدوات التعامل معه بوعي وأمان.
طالع أيضًا:
بعد انتحار فتاة 13 عاما.. كيف تحمي ابنك من التنمر والوحدة والاكتئاب؟