شهدت مدينة رمات غان، واقعة عنصرية، الخميس الماضي، ضحيتها المواطن حسين حاطوم من دالية الكرمل، الذي كان في طريقه إلى موقع البناء الذي يعمل به في مدينة رمات غان، صباح ذلك اليوم برفقة شاب آخر من بلدة عسفيا.
وبينما دوت صفارات الإنذار في تمام الساعة السابعة صباحاً، بحث الاثنان عن ملجأ يحميهما من القصف، حيث اقتربا من شاب وفتاة في المكان، وسألاهما عن أقرب ملجأ، فتم توجيههما إلى ملجأ داخل المبنى المجاور.
لكن، وقبل دخولهما، خرج أحد سكان المبنى واعترض طريقهما قائلاً لهما: "أنتم عرب؟ لا تدخلوا، ليس لكم مكان بيننا هنا".
حسين حاطوم، روى لنا تفاصيل ما حدث معه، ضمن مداخلة لبرنامج أول خبر على إذاعة الشمس، حيث قال:
"زي ما الكل بيعرف، يوم الخميس 19/6 الصبح حوالي الساعة سبعة، كان في قصف صاروخي على وسط وشمال البلاد. زي كل مرة، كان لازم كل المواطنين يدخلوا الملاجئ. حاولت أنا والشاب اللي معي ندور على أقرب ملجأ، كنا في رمات غان، بشارع هاد كليم أيسر".
منع مواطنين من دخول الملجأ قبل لحظات من سقوط الصاروخ
ويستكمل حاطوم: "سألنا شاب وصبية هناك، ودلونا على ملجأ في المبنى القريب. ولما جينا ندخل، طلع واحد من سكان البناية، ووقفنا وقال لنا: أنتم عرب؟ ما تدخلوا، هذا المكان مش لكم. حتى صار يحكي معنا بالعربي: روحوا من هون، ما بدنا إياكم معنا".
ويصف شعوره في ذلك الموقف قائلا: "بصراحة، الموقف كان صعب جدًا، وحسيت إنه هذا تصرف عنصري بحت. طبعًا هذا الشخص ما بيمثل كل الناس، في ناس غيره حاولوا يدخلونا وما قدروا، وبعضهم حاولوا يحكوا معه وما نفع".
أما عن الشخص الذي منعهما من الدخول، فيصفه بأنه "كان كبيرا بالعمر، فوق الخمسين سنة تقريبا".
ماذا فعل حسين حاطوم ورفيقه بعد طردهما من الملجأ؟
يوضح حاطوم أنه ورفيقه حاولا البحث عن مكان للاحتماء فيه، ويقول "وقفنا جنب المبنى ورا عامودين، وعشنا أصعب عشر دقايق بحياتنا، خاصة إنه الصاروخ وقع قريب منا. الشخص هذا قرر يعرض حياتنا للخطر بس لأننا مختلفين عنه".
ويضيف حسين حول ما فعله بعد الحادثة:
"بعد اللي صار، اتصلت بالمكتب وجبت محامي، وبدأنا بالإجراءات القانونية، والمحامي بيتابع القضية عشان تكون عبرة لأي شخص ممكن يعمل نفس الشيء مع أي مواطن تاني".
وأكد أن الشرطة جاءت وأخذت أقوالهما، أما ذلك الشخص فكان وقتها في بيته، مضيفا "نحن لن نسكت عن حقنا، ولازم كل واحد يتعرض لموقف مثل هذا يطالب بحقه، لأنه إذا كلنا سكتنا رح تتكرر هاي الحالات. في الحرب، الصاروخ ما بيفرق بين يهودي أو عربي أو أي جنسية تانية، الخطر على الكل".
جريمة عنصرية يعاقب عليها القانون
ولحديث أوسع حول هذا الحادث، تواصلنا أيضا مع المحامي سامر علي، الذي أكد علي أن ما حدث مع حسين حاطوم وزميله هو جريمة عنصرية يعاقب عليها القانون بالسجن من سنة إلى ثلاث سنوات، خاصة في حالات الحرب.
وقال علي: "القانون واضح جداً، لا يحق لأي شخص منع آخر من دخول ملجأ أو مكان آمن وقت الطوارئ، وهذا التصرف يُعتبر جريمة جنائية حسب المادة 24 من قانون الدفاع المدني".
سامر علي: التصوير هو الدليل الأقوى
وأضاف: "بدأنا فعلاً باتخاذ الإجراءات القانونية ضد الشخص الذي منع الشابين من الدخول، وسنتابع القضية حتى النهاية ليكون عبرة لأي شخص يفكر في تكرار هذا التصرف".
وشدد المحامي سامر علي على أهمية عدم السكوت عن مثل هذه الحوادث، ودعا كل من يتعرض لموقف مشابه إلى التوجه فوراً للشرطة وتوثيق الحادثة، قائلاً: "التصوير هو الدليل الأقوى، ويجب ملاحقة كل من يرتكب مثل هذه المخالفات جنائياً ومدنياً، لأن الخطر في أوقات الحرب يهدد الجميع دون تمييز".