أكد مجلس الأمن القومي الإيراني، اليوم الثلاثاء، تمسك طهران باتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع إسرائيل، وذلك بعد ساعات من سريان الهدنة التي أُعلن التوصل إليها بوساطة أميركية وقطرية، وجاء في بيان رسمي صادر عن المجلس أن طهران "ملتزمة بالكامل بوقف إطلاق النار"، نافيًا صحة التقارير التي تحدثت عن إطلاق صواريخ إيرانية بعد بدء سريان الاتفاق.
وبالمقابل، نقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن مصادر عسكرية تأكيده أن جميع العمليات العسكرية قد توقفت تمامًا عند دخول الهدنة حيز التنفيذ فجر اليوم، مشيرًا إلى أن طهران لم تطلق أي صاروخ باتجاه إسرائيل بعد ذلك التوقيت.
الجيش الإسرائيلي: رصدنا إطلاق صواريخ بعد الهدنة
وفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح الثلاثاء أنه رصد عمليات إطلاق صواريخ مصدرها الأراضي الإيرانية باتجاه شمال البلاد، مؤكدًا تفعيل منظومات الدفاع الجوي واعتراض عدد من الأهداف، فيما دوت صفارات الإنذار في الجولان والمناطق الشمالية.
وهذه التصريحات الإسرائيلية جاءت بعد نحو ثلاث ساعات من آخر رشقة صاروخية إيرانية سُجلت قبيل دخول الهدنة حيز التنفيذ، في ختام 12 يومًا من المواجهة المسلحة، وصفها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"حرب الـ12 يومًا".
وساطة أميركية قطرية لإبرام اتفاق الهدنة
وجاء الاتفاق بعد وساطة دبلوماسية مكثفة شارك فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس، حيث تواصلا مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي بدوره أجرى اتصالات مباشرة مع كبار المسؤولين الإيرانيين.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وقال ترامب في منشور على منصة "تروث سوشال": "تم التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار لمدة 12 ساعة، وقد انتهت الحرب فعليًا. ما تحقق هو نصر دبلوماسي كبير لجميع الأطراف."
ورغم هذا التأكيد، فإن بعض الروايات الرسمية من الجانب الإيراني بدت متناقضة، وقد صرح وزير الخارجية عباس عراقجي في وقت مبكر اليوم أن إيران لم توقع رسميًا على اتفاق الهدنة، مؤكّدًا أن استمرار العمليات مرهون بوقف ما سماه "الهجمات الإسرائيلية غير القانونية"، لكنه عاد في تغريدة لاحقة ليشيد بجهوزية القوات المسلحة الإيرانية "حتى اللحظة الأخيرة من العملية"، ما أعطى إشارات ضمنية إلى أن وقف العمليات بات نافذًا.
وبين تصريحات الالتزام والنفي المتبادل، تبقى الهدنة التي بدأ سريانها صباح اليوم رهينة الثقة بين الطرفين ومدى التزام كل منهما بالاتفاق، وفي ظل الترقب الدولي لمدى استقرار هذا التوقف المؤقت، تبدو الحاجة ماسّة إلى ضمانات إضافية تحول دون تجدد التصعيد في واحدة من أكثر ساحات التوتر حساسية في المنطقة.
طالع أيضًا:
إسرائيل توجه تحذيرًا عاجلًا لسكان طهران بإخلاء منازلهم وسط تصاعد التوترات
