كشف الإعلام الإسرائيلي، نقلًا عن مصدر وصف بالمطلع، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يُبدي اهتمامًا واضحًا بصياغة اتفاق ينهي الحرب في قطاع غزة بشكل كامل، في خطوة تعتبرها بعض الأوساط "تجاوزًا للخيارات المؤقتة والجزئية" التي طُرحت في الأسابيع الأخيرة.
وبحسب التقارير، فإن ترامب يرى أن "إنهاءًا شاملًا للأزمة" من شأنه أن يعيد ترتيب المعادلات الإقليمية، ويمنحه موقعًا تفاوضيًا قويًا في حال عودته للمشهد السياسي الأمريكي.
وللتعليق على هذا الخبر، والحديث حول مزيد من التفاصيل عن الاتفاق المحتمل في غزة، كانت لنا ضمن برنامج "أول خبر" مداخلة مع زاهر الكاشف، مدير قناة مساواة.
وقال زاهر الكاشف إن ما يحدث حاليًا هو تفاؤل أمريكي يقابله تردد إسرائيلي وعدم جدية في المفاوضات، مؤكدًا أن فصائل المقاومة ليست متحمسة للجلوس على طاولة التفاوض بعد انتهاء ملف إيران.
وأوضح أن هناك اعتقادًا بأن حماس ستكون أكثر مرونة، بينما يسعى ترامب لاتفاق شامل، ونتنياهو يريده جزئيًا، وحماس تطالب باتفاق نهائي، ما يجعل كل طرف يسعى لمصلحته الخاصة.
أشار كذلك إلى أن غياب وفد حماس وفصائل المقاومة عن القاهرة بشكل كامل، وعدم إرسال إسرائيل وفدًا حقيقيًا، يعكس غياب الجدية، رغم تصريحات أمريكية متفائلة بقرب الحل.
"الضغوط على غزة غير مسبوقة والمواطن هو الضحية الأكبر"
شدد الكاشف على أن الضغوط تمارس على الشعب الفلسطيني في غزة من جميع الأطراف، بما في ذلك الوسطاء، من خلال التحكم في المساعدات الإنسانية، بينما تملك المقاومة ورقة ضغط العمليات النوعية التي أوقعت خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي.
"المواطن الغزي هو الضحية الأكبر في لعبة المصالح والضغوط، ولا أحد يملك أفقًا حقيقيًا للحل حتى الآن" - زاهر الكاشف
في المقابل، تملك إسرائيل ورقة الوقت، إذ يعاني المواطن الفلسطيني من ظروف قاسية منذ أكثر من 630 يومًا، وسط تكدس السكان في مناطق ضيقة بسبب العمليات العسكرية. وأوضح أن 75% من قطاع غزة تحت السيطرة الإسرائيلية، بينما يتكدس السكان في الـ25% المتبقية، خاصة في المناطق الساحلية والوسطى.
وتطرق الكاشف إلى آلية توزيع المساعدات، مبينًا أن تدخل الجيش الإسرائيلي بالتعاون مع شركة "غزة الإنسانية" أدى لسقوط ضحايا بين المدنيين، وأن دخول العشائر على خط حماية المساعدات كان محاولة لمنع سيطرة الفصائل أو اللصوص عليها.