شهد معبر كرم أبو سالم صباح اليوم دخول أول قافلة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة منذ توقفها في مارس الماضي، في خطوة لاقت ترحيبًا واسعًا في الأوساط الشعبية والدولية، لا سيما بعد أشهر من القيود والأزمة الإنسانية المتفاقمة.
وجاء دخول الشاحنات بتنسيق غير مسبوق مع العشائر الفلسطينية، التي تولت مهمة تأمين خطوط المرور داخل القطاع لضمان وصول الإغاثة إلى مستحقيها.
تنسيق محلي لحماية القافلة
أفادت مصادر محلية بأن 45 شاحنة محمّلة بالمواد الغذائية والدوائية دخلت إلى القطاع صباح الخميس، بعد جولات من الترتيبات والتنسيق بين جهات إغاثية فلسطينية والعشائر في جنوب غزة، وأشارت ذات المصادر إلى أن العشائر أمنت مسار القافلة، وسط جهود مكثفة لحماية فرق التوزيع والمخازن.
وصرّح الشيخ منصور أبو ظاهر، أحد وجهاء العشائر المشاركة في تأمين القافلة، قائلًا: "نقف اليوم موقفًا وطنيًا وأخلاقيًا لحماية أهلنا وضمان وصول ما يحتاجونه، بعيدًا عن أي حسابات سياسية أو تجاذبات."
ترحيب شعبي ودولي
من جهتها، أعربت منظمات إنسانية عاملة في غزة عن ارتياحها للخطوة، واعتبرتها بارقة أمل وسط أوضاع مأساوية يعيشها مئات الآلاف من السكان في ظل تراجع الخدمات الأساسية.
وقالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر الدولي: "نشكر كافة الجهود المحلية التي ساهمت في إنجاح هذه المهمة، ونأمل أن تكون هذه بداية لمرحلة جديدة من التدفق الإنساني المنتظم."
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
دعوات للاستمرارية وتحييد العمل الإنساني
طالب نشطاء ومنسقو الإغاثة بأن لا يكون دخول هذه القافلة حدثًا استثنائيًا، بل بداية لآلية مستدامة تسمح بمرور المساعدات بسلاسة، وتُبقي الجوانب الإنسانية بعيدة عن أي توتر أو صراع.
أملٌ حذر ومسؤولية جماعية
رغم التحديات الأمنية واللوجستية، أثبتت التجربة أن التعاون الداخلي يمكن أن يخلق حلولًا فعالة لإنقاذ الأرواح، وبينما يترقب السكان وصول مزيد من الدعم، تبقى الأنظار معلّقة بإمكانية تحويل هذه المبادرة إلى مسار دائم يُنهي شهور المعاناة ويعيد الحياة الطبيعية إلى الشوارع والأسواق والمستشفيات.
طالع أيضًا:
"آلية غير إنسانية".. مادلين شقلي: يجب تغيير طريقة توزيع المساعدات في غزة