يرى الدكتور فادي نحاس، الباحث في شؤون الجيش والأمن القومي الإسرائيلي، أن الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران اتسمت بطابع الاستنزاف، وأن جميع الأطراف معنية باحتوائها دون الانجرار إلى مواجهة شاملة.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، "إسرائيل رغم تنفيذها ضربات نوعية، تفتقر إلى العمق الاستراتيجي الذي يسمح لها بتحمل حرب طويلة بهذا الحجم، وهو ما استدعى تدخل الولايات المتحدة وحلفائها لضبط وتيرة التصعيد، في حين أن إيران، رغم تلقيها ضربات قاسية، تملك عمقًا استراتيجيًا أوسع يمكّنها من امتصاص الصدمات إلى حد ما".
وتابع: "هذه المعركة انتهت دون حسم لأحد الأطراف، اللاعب الأساسي هو الولايات المتحدة، وهذه حرب أمريكية بأدوات إسرائيلية، لأن البرنامج النووي الإيراني قضية أمن قومي بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية منذ فترة الرئيس الأسبق باراك أوباما، والظروف أتت أن الأهداف الإسرائيلية والأمريكية تتلائم معا".
واستطرد: "الروايات الإسرائيلية الرسمية متضاربة، حيث تذهب بعض التصريحات إلى أن الضربات دمّرت البرنامج النووي بالكامل، بينما تشير تقديرات استخباراتية أمريكية إلى أن التأثير اقتصر على تأخير المشروع بضعة شهور فقط".
وأضاف: "هناك حالة من الاستهلاك الدعائي في التصريحات السياسية، ولا أحد يعرف بدقة حجم الأضرار الحقيقية التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية، خاصة مع وجود أكثر من عشرين موقعًا نوويًا تحت الأرض وبتأمين عالٍ."
وأكمل حديثه قائلًا: " الحرب أظهرت حالة تعب أمني وسياسي في إسرائيل، مع وجود خلافات واضحة بين الحكومة والمؤسسة العسكرية، وفرض حالة صمت على التصريحات الرسمية والمعارضة، في المقابل، أظهرت إيران تماسكًا مفاجئًا في الداخل، ولم تشهد حالة فوضى أو انهيار للنظام كما كان متوقعًا، بل التفّت بعض قوى المعارضة حول الجيش والنظام في مواجهة الهجمات".
ما هو السيناريو الأكثر ترجيحا للحرب بين إسرائيل وإيران؟
واختتم الدكتور فادي نحاس بأن السيناريو الأكثر ترجيحًا هو احتواء ما بعد الحرب دون حسم استراتيجي لأي طرف، مع استمرار الغموض حول حجم الأضرار الحقيقية للبرنامج النووي الإيراني، وبقاء المنطقة أمام تداعيات إقليمية ودولية معقدة، في ظل دخول لاعبين دوليين مثل روسيا والصين على خط الأزمة.
